الفاتيكان
30 أيار 2024, 13:00

البابا إلى كاتوليكنتاغ: "العمل من أجل السلام من خلال الصلاة والحوار"

تيلي لوميار/ نورسات
مع انطلاق النسخة الثالثة بعد المئة الألمانية للأيّام الكاثوليكيّة، شجّع البابا فرنسيس المشاركين على تعزيز السلام والعدالة من خلال الإيمان والحوار والعمل، وبالتالي مواجهة الأيديولوجيّات المتطرّفة، بحسب " أخبار الفاتيكان".

 

بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في النسخة 103 من Katholikentag (اليوم الكاثوليكيّ)، الاجتماع الوطنيّ للكاثوليك الألمان الذي افتتح في مدينة إرفورت.

يمثّل الاحتفال الذي يستمرّ خمسة أيّام، والذي يقام كلّ عامين في مدن بديلة، تقليدًا فريدًا في ألمانيا يعود تاريخه إلى عام 1848. هو من بين أكبر الأحداث الاجتماعيّة في البلاد وأهمّها التي تجمع الكاثوليك العلمانيّين، ولكن أيضًا القادة السياسيّين والدينيّين من ألمانيا وخارجها، للاحتفال بالإيمان، ومناقشة الموضوعات التي لها تأثير على المجتمع الألمانيّ.

شعار نسخة هذا العام هو: "رجل السلام له مستقبل".

في رسالته، أوضح البابا فرنسيس أنّ هذه الكلمات من المزمور 37 تخبرنا أنّ السلام موعود لأولئك الأبرار، الذين يرضون الربّ، ويثقون به. ومع ذلك، فإنّ عدم ثقة البشريّة التاريخيّة في الله، أدّى إلى التنافر والمعاناة.

"لم يعد الإنسان يستخدم الخليقة وفقا لمقاصد الخالق، ولكنه يسيء استخدامها ويسيء معاملتها بسبب طموحاته الأنانيّة للسلطة والربح. وهكذا جاء الألم والموت إلى العالم".

أشار البابا فرنسيس إلى أنّ أناسًا كثيرين اليوم، وخصوصًا الشباب، يشعرون بالحاجة إلى تغيير الاتّجاه، بعد أن شعروا بخطأ في سير العالم. "هذه"، قال البابا، "كانت بالضبط مهمّة يسوع: إعادة توجيه الإنسان نحو الله، وإلى جانب ذلك، شفاء "علاقته مع إخوته، ومع الخليقة، ومع نفسه، وتجديدها".  

وأوضح البابا أنّ يسوع جلب السلام من خلال إعطاء الرجاء والتنديد بالظلم، وغالبًا ما قلب القيم الإنسانيّة، كما رأينا في الموعظة على الجبل. سلامه، المولود من المحبّة والتفاني، يتجسّد في الصليب وقيامته، ما يرمز إلى أنّ "رجل السلام له مستقبل".

لذلك، فإن المسيحيّين مدعوون لمواصلة رسالة يسوع، من خلال مساعدة المهمّشين والانخراط في الحياة العامّة لتحسين ظروفهم المعيشيّة، وإعطاء صوت لأولئك الذين لا صوت لهم، لأنْ، كما أكّد البابا، "من دون عدالة، لا سلام".

شجب البابا فرنسيس تنامي معاداة الساميّة والعنصريّة وغيرها من الأيديولوجيّات المتطرّفة والعنيفة التي تهدد بشكل متزايد حقوق الإنسان الأساسيّة في أوروبا وخارجها. وشدّد مرة أخرى على أن الجوانب الأخلاقيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة التي يواجهها العالم اليوم مترابطة ترابطًا وثيقا، وبالتالي تتطلّب حلولًا جماعّية من خلال حوار واسع عبر جميع مستويات المجتمع. وأشار إلى أنّ الكاثوليكنتاغ توفّر منبرًا لمثل هذه المناقشات.

وأشادت الرسالة بشكل خاصّ بأهمّيّة تعزيز الحوار المسكونيّ والحوار بين الأديان، وهما أمران أساسيّان لبناء مستقبل سلميّ.

واختتم البابا فرنسيس بدعوة المشاركين إلى الصلاة من أجل السلام وبعضهم البعض، وأعرب عن رغبته في أن يكون الاجتماع وقتًا "للإثراء الروحيّ الكبير".