البابا إلى أفراد الحجّ المسكونيّ: "كونوا شهودًا موثوقين للوحدة والرجاء"
قبل أن يترأّس القدّاس الافتتاحيّ للجمعيّة العاديّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، التقى البابا فرنسيس، بمجموعة مسكونيّة من الحجّاج الألمان من الكنيسة الإنجيليّة اللوثريّة في ساكسونيا ومن أبرشيّة دريسدن مايسن الكاثوليكيّة.
ضمّت المجموعة المكوّنة من 80 عضوًا، بقيادة الأسقف الكاثوليكيّ لدريسدن مايسن، هاينريش تيميريفرز، والأسقف اللوثريّ توبياس بيلز من ساكسونيا، "جوقة دريسدن بويز" التي أدّت التراتيل لاحقًا، في القدّاس الرسميّ في ساحة القدّيس بطرس مع الجوقة البابوية في كنيسة سيستين.
رحّب قداسة البابا فرنسيس بالوفد، وأثنى على منظّمي المبادرة التي تهدف إلى المساعدة في إعادة اكتشاف الثروة الروحيّة للحجّ كرحلة نحو الله وتقاسمها، وإعادة اكتشاف الثقة في الله وحده، كما ينعكس في شعارهم: "فيك وحدك رجاؤنا".
في الواقع، قال الأب الأقدس إنّ الإيمان ليس مجرّد عطيّة شخصيّة، بل هو شيء تجب مشاركته مع الآخرين، وبخاصّة أولئك البعيدين عن الإيمان أو الذين لا يعرفونه.
ولذلك شجّع الحجّاج على مشاركة معنى الإيمان ورجائه وفرحه مع الجميع بثقة وتواضع، مشدّدًا على أنّ الشهادة الشخصيّة وذات المصداقية أمر بالغ الأهمّيّة.
وأشاد البابا فرنسيس بالرسالة المسكونيّة للمجموعة وجهودها للاستجابة لدعوة يسوع للوحدة من خلال الحجّ والحياة اليوميّة، كما شكر بحرارة المتطوّعين الذين يشكّلون معظم أعضاء المجموعة والذين تساهم خدمتهم المجّانيّة في جعل شهادتهم ذات مصداقيّة.
وأعرب عن امتنانه لجوقة "درسدنر كابلكنابن" على شهادتهم المميّزة من خلال الموسيقى، مشيرًا إلى أنّ "الفنّ بشكل عامّ والموسيقى بشكل خاصّ، هي لغة يفهمها الجميع وقادرة على لمس الناس وإلهامهم ورِفعَتهم".
وفي ختام كلمته، دعا البابا الحجّاج الألمان إلى مواصلة العمل معًا والشهادة للأمل، مستشهدًا بالصورتين الكتابيّتين لـ "ملح الأرض" و"نور العالم" لتوضيح مدى أهمّيّة الأعمال الصغيرة. الإيمان يمكن أن ينمو إلى شيء أعظم بنعمة الله.
وذكّر في هذا الصدد بالمظاهرات السلميّة التي قام بها المسيحيّون البروتستانت والكاثوليك في دريسدن في 3 تشرين الأول/أكتوبر 1989 والتي ساهمت في سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا.
واختتم البابا فرنسيس كلمته بدعوة المجموعة إلى صلاة الأبانا معًا، ما يرمز إلى وحدة المسيحيّين ورحلتهم المشتركة نحو الشركة مع الله.