الفاتيكان
24 تشرين الأول 2024, 11:00

الباباوات منذ الحرب العالميّة الثانية: حوالى قرن من الكفاح من أجل نزع السلاح (1)

تيلي لوميار/ نورسات
بينما يحتفل العالم بأسبوع نزع السلاح، ننظر إلى الوراء في بعض النداءات العديدة من أجل السلام التي وجّهها الباباوات منذ الحرب العالميّة الثانية، كما تنقل لنا "فاتيكان نيوز"، ونظرًا إلى وفرة المادّة، سنقسم الخبر إلى ثلاثة أجزاء.

 

في السنوات الثمانين الماضية، تقدّم الباباوات في طليعة النضال من أجل السلام. وقد تكرّرت إدانة الأسلحة وتجارة الأسلحة على مرّ العقود، ما شكّل موقف الكنيسة الكاثوليكية بشأن هذه القضايا، وعزّزه.

شهد البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958)، عن كثب أهوال الحرب العالميّة الثانية، ومعها فجرَ العصر النوويّ. في رسالته بمناسبة عيد الميلاد عام 1948، تحدّث ضدّ سباق التسلّح، مشيرًا إلى أنْ في حين أنّ الدول لها الحقّ في الدفاع عن النفس، فإنّ تراكم الأسلحة المدمّرة يعرّض البشريّة للخطر. وشدّد على أنْ لا يمكن تحقيق نزع السلاح إلّا من خلال الاتّفاقات الدوليّة المبنيّة على الثقة.

لقد صلّى بيوس الثاني عشر من أجل السلام، وممّا قال: "الإرادة المسيحيّة للسلام لها أيضًا أسلحتها الخاصّة. لكنّ أعتاها الصلاة والمحبّة: الصلاة المستمرّة للآب السماويّ، أبينا جميعًا، والمحبّة الأخويّة بين البشر والشعوب".

بعد ذلك بوقت قصير جاءت الحرب الباردة، ومعها التهديد الأكثر واقعيّة للحرب النوويّة. نشر البابا يوحنّا الثالث والعشرون (1958-1963)، رسالته العامّة Pacem in Terris ("السلام على الأرض"، 1963)، بعد فترة وجيزة من أزمة الصواريخ الكوبيّة، وعندما أرسل الرئيس الأميركي جون كينيدي المزيد من القوّات للقتال في فيتنام.

تكرّست الرسالة العامّة ليوحنّا الثالث والعشرين لإنهاء سباق التسلّح والدعوة إلى عالم خال من الأسلحة النوويّة. وقال إنّ السلام لا يمكن أن يقوم على الخوف بل يجب أن يتجذّر في احترام حقوق الإنسان والحوار بين الأمم.

"إنّ العدالة والعقل السليم والاعتراف بكرامة الإنسان تصرخ بإصرار من أجل وقف سباق التسلّح. ويجب على الأطراف المعنيّة أن تخفّض مخزونات الأسلحة التي تراكمت في مختلف البلدان تخفيضًا شاملًا ومتزامًنا. ويجب حظر الأسلحة النوويّة. ينبغي التوصّل إلى اتّفاق عامّ على برنامج مناسب لنزع السلاح، مع نظام فعّال للرقابة المتبادلة".