الاحتفال باليوم العالمي للمرأة -بكركي
استهل الاحتفال بترانيم مريميّة مع الأب فادي طوق الأنطوني وجوقته، تلتها كلمة ترحيبية القتها مقدمة الحفل سيمون مبارك من مكتب راعوية المرأة شكرت فيها للبطريرك الراعي دعمه و"خطوته الرائدة بتأسيس مكتب خاص براعوية المرأة،" وقالت:" باسم مكتب راعوية المرأة نشكركم يا صاحب الغبطة على استقبالكم لنا. ونشكركم على خطوتكم التي كنتم فيها السباقين وذلك ايمانا منكم بمواهب المرأة وقدراتها. لن تخيب المرأة الآمال وهي على قدر الثقة التي منحت. لقاؤنا اليوم، من ابرشيات لبنان لنقول بصوت واحد "انا حاضرة ومستعدة."
وتابعت مبارك:" لقاء اليوم مختلف. انه لقاء مؤسس لورشة طويلة الأمد بعيدة الرؤية، نعمل فيها معا رجلا وامرأة لما فيه خير المرأة وبنيان الكنيسة والمجتمع. كانت الانطلاقة دراسة أجريت مع الأبرشيات المارونية في لبنان حول انخراط المرأة في العمل الكنسيّ ونوعيته ومدى تأثيره بهدف توعية المرأة على دورها وتمكينها من اجل القيام به. لذلك رجاؤنا أن يطال هذا اللّقاء عمق ذهنياتنا فيعمل فيها من اجل تغييرها وتجديدها وذلك لخير الكنيسة وبنيانها لنعبر معا رجالا ونساء اكليروس وعلمانيين "من الكنيسة التي نحب الى الكنيسة التي يحبها الله والتي قدمها من اجل حياة العالم."
بعدها قدم عدد من طلاب معهد المسرح والعلوم الإجتماعية في جامعة الروح القدس الكسليك لوحات تمثيلية معبرة عن واقع المرأة في العمل الكنسي مستوحاة من نتائج دراسة ميدانية اجريت في هذا الخصوص وكان تفاعل مع الحضور لناحية تعديل المشهد بما يتناسب مع الدور الفاعل للمرأة لكونها حاضرة ومستعدة.
ثم عرضت رئيسة قسم العلوم الإجتماعية في جامعة الروح القدس الكسليك د. ميرنا عبود المزوق تفاصيل الدّراسة الميدانيّة بعنوان" حضور المرأة في عدد من الأبرشيات والرعايا المارونية" التي أعدّها مكتب راعوية المرأة بمساعدة قسم العلوم الإجتماعية في جامعة الروح القدس الكسليك، والأخت رولا الفغالي من الرهبنة الأنطونية والتي سلطت الضوء على نسبة حضور المرأة في الأبرشيات والرعايا وابرز المهمات الموكلة اليها والخدمات التي تقدمها ودورها بشكل عام مقارنة مع دور الرجال في الأبرشيات. وعددت المزوق للملاحظات التي نتجت عن هذه الدراسة والتي اظهرت الحضور الملفت والكثيف للمرأة في مجال الخدمات الأساسية والتنشئة، مقابل شبه غياب لها على صعيد الرؤية الكنسية المؤسساتية وعلى صعيد اتخاذ القرار والمسؤوليات.
بعدها تلت مادلين غصيبة من مكتب راعوية المرأة التوصيات التي صدرت نتيجة الدراسة والتي حملت عنوان "حتى تبقى المرأة حاضرة ومستعدة" والتي جاءت على الشكل التالي:
العودة معا الى الإنجيل، فنعي موقف يسوع من المرأة ونتبنى هذا الموقف، ونتعمق في دورها في الكنيسة الاولى ونلتزم به، ونضع نصب اعيننا موقف اله يطلب رضا مريم قبل ان يأخذ حشاها سكنى له. ولو رفضت لما صار الكلمة جسدا. ففي كل موقف والتزام تبقى مريم مثالنا في رسالتها وفي نعمه.
تعزيز وجود المراة في المجالس الإستشارية في الأبرشيات في المجالات كافة، الإجتماعية منها والليتورجية والإقتصادية وغيرها.
توطيد الشراكة في المؤسسات الكنسية كالأوقاف، والمحاكم الروحية.
اعداد دورات تنشئة مستمرة تطال الإكليركيين والعلمانيين من اجل تجديد الذهنية في النظر الى المرأة .
تثمير دور الإعلام المسيحي والعلماني للعمل على تمكين المرأة لتبقى دوما حاضرة ومستعدة من خلال برامج توعية تحافظ على كرامة المرأة.
وضع شرعة لحضور المرأة في الكنيسة يعمل عليها مكتب راعوية المرأة بالتنسيق مع فريق كنسي مختص بإشراف غبطته.
بدورها القت منسقة مكتب راعوية المرأة الاخت دومينيك الحلبي كلمة اعتبرت فيها ان "مشاركة المرأة الخجولة اليوم ليست كافية لأن يستقيم بنيان في الكنيسة والمجتمع،" لافتة الى ابرز الرسائل البابوية المعنية بالمرأة وتوصيات المجمع البطريركي الماروني بغية المشاركة بقدر اكبر في المسؤولية والقرارات الكنسية."
وشددت الحلبي على "دور مكتب الراعوية للمرأة الذي يعمل على التوعية والتثقيف من اجل مساعدة المرأة على تحقيق دعوتها الخاصة والتزامها بدور فاعل وهام في العائلة والكنيسة والمجتمع انطلاقا من تعليم الكنيسة."
وفي الختام القى البطريرك الراعي كلمة قال فيها:" كيف يكون البيت من دون أمّ أو من دون زوجة أو أخت أو بنت، ماذا تكون قيمة الرجل فيه من دونهن. إنّه أمر اختبرناه لنعرف كم هو ضروري وجود المرأة في كل بيت وفي كل عائلة، فهي روح هذا البيت وحياته، ولولا وجود نساء رائدات في كنيستنا كيف ستكون حال مدارسنا ومستشفياتنا والدور الإجتماعية والإنسانية لولا وجود المكرسات والعلمانيات من سيّدات. وبنتيجة الدّراسة التي عرضت اليوم لمسنا ثقل الوجود الفعال للأخويات والحركات الرسولية ولدور المرأة فيها وبالتالي لا يمكننا ان نفي حق المرأة في هذا الموضوع."
وتابع غبطته:"يجمعنا اليوم موضوع"المرأة حاضرة ومستعدة،" يا لروعة هاتين الكلمتين. لقد فكرت بالعذراء مريم من خلالهما وبالمواقف الثلاثة التي اتخذتها وهي تجسد مواقف كل امرأة سواء كانت في بيتها ام كانت مكرسة في الحياة الرهبانية او مكرسة للخدمة في الكنيسة والمجتمع. هناك ثلاثة مواقف مختلفة اطلت من خلالها العذراء مريم وكانت حاضرة ومستعدة. الموقف الأول كان يوم البشارة عندما قالت فليكن. لقد كانت حاضرة ومستعدة ولكن لا نعرف ماذا فهمت مريم من هذا الموضوع اللاهوتي غير الواضح، إلّا أنّها أعلنت استعدادها. هذه هي المرأة المغامرة. انها امرأة مغامرة والمغامرة فضيلة أساسيّة عند الإنسان. وأعتقد أنّ النّساء بغالبيتهن يتمتعن بميزة المغامرة. الزواج مغامرة والتربية مغامرة لذلك أحيي المرأة المغامرة."
واردف غبطته: "أما الموقف الثاني فهو في عرس قانا الجليل حيث كانت مريم حاضرة ومستعدة ايضا. مريم في العرس حاضرة وعينها ساهرة وكأنها الخادمة في هذا المنزل مع انها مدعوة الى العرس. لقد راقبت أنّ كان كل شيء على ما يرام. واكتشفت نفاذ الخمر، فطلبت من يسوع أن يقوم بما يجب وقالت للخدم اصنعوا ما يأمركم به. وهنا ارى المرأة التي لا يرد لها طلب. تعرف تعرض وتفرض. ومن منا اذا اراد شيئا من والده لا يطلبه من والدته. وهكذا في حياة الكنيسة ان اردنا شيئا نلتجئ الى مريم ام الله. والموقف الثالث مع مريم حاضرة ومستعدة عند اقدام الصليب. لقد وصلت مع يسوع الى الصليب بكل الم الأم. ما من احد يتألم كالمرأة عندما تفقد ثمرة احشائها. وهي تتمنى الموت الف مرة قبل ان يصيب ابنها مكروه. كيف وصلت مريم الى الصليب بكل وجعها والمها وسمعت المفاجاة من يسوع الذي قال لها يا امرأة هذا ابنك وقال ليوحنا هذه امك. وهنا احيي المراة المستعدة لأن تبدا دائما من جديد. تطوي الصفحة وتسير الى الأمام سواء كان هناك اهانة في البيت من زوجها او من اولادها لا يهمها فهي تتابع الطريق ولا تقف ابدا."
وختم غبطته:" اشكركم على حاضرة ومستعدة. هناك لؤلؤة على تاج رأس المرأة انها حاضرة ومستعدة لكل تحدي ومغامرة وحاضرة في كل مكان وكلامها لا يرد كذلك حاضرة في قلب الألم لتبدا من جديد."
وختم غبطته متمنيا على كل من يتعاطى مع المرأة ان ينظر اليها وكأنها امه او اخته.
هذا وكان غبطته قد استقبل مساء امس وزير الأشغال العامة والتقل يوسف فنيانوس الذي رأى ان "زيارة الصرح البطريركي ضرورية لإلتماس بركة البطريرك الراعي والإستماع الى توجيهاته الحكيمة التي تشدد دوما على ضرورة خدمة الخير العام لما فيه مصلحة لبنان وابنائه،" وقال:" نأمل ان نكون عند حسن ظن صاحب الغبطة، فهذه هي توجيهات معالي الوزير سليمان فرنجية الحريص على التنسيق باستمرار مع غبطته ولا سيما في المواضيع الطارئة على الصعيد الوطني وخصوصا على الصعيد المسيحي."