الإندونيسيّون يظهرون حبّهم للبابا فرنسيس في أثناء زيارته جاكرتا
تجمّع الناس بهواتفهم المحمولة على استعداد لالتقاط القافلة العابرة بين أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا وكاتدرائيّة سيّدة الانتقال في جاكرتا في 4 أيلول/سبتمبر.
كان مرّ أكثر من نصف ساعة بعد الرابعة مساءً، عندما ارتفع صوت الصراخ والهتاف. رفع الجميع هواتفهم المحمولة وكاميراتهم حتّى مرّت سيّارة بيضاء بعد طابور طويل من المركبات السوداء.
بعد دخول القافلة مجمّع الكاتدرائيّة، بدأ الناس يركضون نحو سياج الكنيسة، حاملين هواتفهم وكاميراتهم، على أمل أن ينظر إليهم الأب الأقدس ويلوّح لهم.
عقد البابا فرنسيس اجتماعًا مع حوالى 1200 شخص، بما في ذلك أساقفة وكهنة وراهبات ورهبان وإكليريكيّين وملقّني التعليم المسيحيّ في الكاتدرائية. وأعقب ذلك حوارٌ مع الشباب في مبنى غرها بيمودا.
المشترك في هذا كلّه، أنّ الجميع عبّروا عن فرحهم لوجود البابا فرنسيس بين ظهرانيهم ولو لم يتمكّنوا من رؤيته إلّا من بعيد، ولفت الانتباه من تكبّدوا مشقّة السفر من الفلبّين لا للسياحة، بل فقط لرؤية الأب الأقدس كـَسويت دايفيد مادرازو وليزا ديفيد أبوستول.
وأخبرت فاي لينغ الإندونيسيّة أنْ، حتّى الجنود المسلمين الذين يحرسون السفارة البابويّة "كانوا يبكون عندما ظهر البابا".
تؤكّد زيارة البابا فرنسيس إندونيسيا أهمّيّة الحوار بين الأديان في دولة تتميّز بتنوّعها الدينيّ والثقافيّ الواسع. تؤكّد زيارته الرسوليّة أهمّيّة التفاهم المتبادل والسلام، لا سيّما بين الكاثوليك والمسلمين.
في 5 أيلول/سبتمبر، زار الأب الأقدس مسجد الاستقلال ووقّع إعلانًا مشتركًا مع الإمام الأكبر.
قدّمت زيارة البابا المسجد والكاتدرائيّة بيانًا قويًّا للأخوّة الدينيّة والاحترام المتبادل، ما يعكس تفانيه في تعزيز السلام والوحدة بين المجتمعات المتنوّعة.
بالنسبة إلى رئيس الأساقفة أوغسطينوس أغوس من بونتياناك، فإنّ الشيء البارز هو أنّ الجميع تقريبًا في إندونيسيا، ليس فقط الكاثوليك ولكن المسلمين بشكل خاصّ، رأوا الشخصيّة الحقيقيّة للبابا فرنسيس.
"من هو البابا؟ إنّه هنا، لا يتحدّث إلى البعض فحسب، بل إلى الجميع. أعتقد أنّه بيان قويّ أنْ، على الرغم من أنّني كاثوليكيّ، إلّا أنّني أحبّك وأحترمك كمسلم".
وأوضح رئيس الأساقفة أغوس أنّ زيارة البابا ترمز إلى مهمّته المتمثّلة في إحلال السلام في كلّ مكان مشيرًا إلى اختيار البابا سيّارة بسيطة، وتفضيله عدم البقاء في الفنادق.