دينيّة
15 كانون الأول 2020, 14:00

الإنتماء أساس الميلاد... فما هي أوجهه؟

ماريلين صليبي
فصل جديد من مسلسل التّحضير روحيًّا إلى عيد الميلاد يرويه إلينا الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة الأب إيلي الخويري.

"عندما نقول الكلمة صار جسدًا، هذا لا يعني أنّ المسيح أصبح له فعليًّا أعضاء الجسد البشريّ فقط، بل أنّه صار إنسانًا شاملًا في المعني الكيانيّ، خاضعًا لمحدوديّة بشريّتنا، أيّ أصبح يسوع ينتمي لمكان وزمان محدود بالجغرافيا والتّاريخ، ينتمي إلى مدينة وإلى هذه الأرض.

بتجسّده، قدّس يسوع هذه الأرض وأصبح لنا انتماء للأرض ليس فقط سوسيولوجيًّا بل أيضًا روحيًّا ومسيحيًّا، فهو مثلنا انتمى إلى هذه الأرض وعاش فيها وأحبّها.

على غرار المسيح إذًا، ليكن الميلاد فرصة لاختيار الانتماء والاقتداء بكلّ أوجهه:

أوّلًا، الانتماء إلى الله، أيّ عدم اللّجوء إلى الله في المناسبات فقط، بل عيش علاقة ثابتة ومستمرّة معه.

ثانيًا، الانتماء إلى الكنيسة، وهو انتماء تشاركيّ وجماعيّ مع إخوتنا المؤمنين.

ثالثًا، الانتماء إلى الأرض والوطن، فحبّنا إلى وطننا ليس عابرًا بل هو ترجمة فعليّة لمحبّتنا لله، وفي هذا الانتماء مسؤوليّة كبيرة.

رابعًا، الانتماء إلى العائلة، لخلق روح إيجابيّة وجوّ من الفرح خصوصًا في هذه الظّروف الصّعبة."

إذًا، يأتي هذا الميلاد فرصة لنجدّد انتماءنا، لأنّ في الانتماء نبني قلب المسيح مسكنًا لنا.