الفاتيكان
01 آب 2024, 12:10

الإسلام الإندونيسيّ يعانق البابا فرنسيس: السلام والأخوّة بين الشعوب والأمم والأديان

تيلي لوميار/ نورسات
ترحّب المنظّمات الرئيسة للإسلام الإندونيسيّ بحفاوة كبيرة وامتنان عميق بزيارة البابا فرنسيس إندونيسيا، من الثالث من أيلول/سبتمبر 2024، حتّى التاسع منه، وتقدّر أهمّيّة هذه الزيارة في تعزيز التسامح والسلام والأخوّة بين الجماعات الدينيّة، والشعوب، والأمم، نقلًا عن وكالة فيدس.

 

يتّفق القادة الإسلاميّون الإندونيسيّون، من مختلف المدارس الفكريّة على أنّ أثر لقاء البابا سيكون إيجابيًّا وعميقًا على الأمّة الإندونيسيّة بأكملها.  

إندونيسيا هي الدولة الأكبر عددًا لجهة السكّان المسلمين في العالم، حيث يشكّل هؤلاء 86.7 في المئة من إجماليّ السكّان أي أكثر من 231 مليون نسمة. يتبع السكّان الإسلامَ السنّيّ التقليديّ، وفقًا لِميثاق المبادئ الخمسة الذي يقوم عليه الدستور، مبادئ الإيمان بالله والإنسانيّة والوحدة الوطنيّة والديمقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة. ولا تزال جمعيّات مثل "نهضة العلماء" و"المحمّديّة" تدافع عن هذا الرأي.

 

أقدم هذه الجمعيّات هي "المحمّديّة"، التي يبلغ عدد أتباعها حوالى 29 مليون في الأرخبيل: ولدت عام 1912، وتعتبر حركة إصلاحيّة. تأثّرت بتعاليم المصريّ محمّد عبده الذي عاش في القاهرة في نهاية القرن التاسع عشر ودعا إلى تطهير الإيمان وأصرّ على الشعور بالمسؤوليّة الأخلاقيّة للفرد، مع إيلاء اهتمام كبير للتعليم الحديث في إندونيسيا، وخصوصًا التعليم العالي، مع 14000 مدرسة، من الابتدائيّ إلى الجامعيّ.

وفي العام 1926، ولدت نهضة العلماء كردّ فعل على انتشار الوهّابيّة السعوديّة في العالم الإسلاميّ العالميّ.  

المنظّمتان كلتاهما تعبير عن المجتمع المدنيّ ولم تحوّلا أبدًا وجودهما الواسع في الأرخبيل إلى نشاط سياسيّ أو حزبيّ.  

بالنسبة إلى زيارة البابا فرنسيس، ستكون المنظّمتان في الخطوط الأماميّة.  

قال سيافيق أ. مغني، رئيس المحمّديّة للعلاقات الدوليّة والدينيّة "وصول البابا هو رمز عالميّ لبناء الأخوّة الإنسانيّة...أيّها المسلمون، دعونا نتحدّث بعبارات إيجابيّة عن الكاثوليكيّة، وبنفس الطريقة، ينقل الكاثوليك شيئًا إيجابيًّا عن المسلمين". وقال إنّ نهج النوايا الحسنة المتبادلة هذا "هو قوّة فعّالة جدًّا لبناء حياة معًا"، مشدّدًا على الحاجة إلى التعاون "بين الدول والشعوب والأديان للتعامل مع المشاكل العالميّة مثل التطرّف وأزمة المناخ والاختلافات بين الدول الغنيّة والفقيرة".

 

من جهته، أشار أوليل أبشر عبد الله، المفكّر والباحث الإسلاميّ، رئيس اللجنة التنفيذيّة لنهضة العلماء، إلى أنّ "وصول البابا فرنسيس مرتقب للغاية ونعتبره جميعًا لحظة تاريخيّة".

كذلك، قالت ابنة الزعيم الإسلامي عبد الرحمن وحيد، رئيسة "معهد واحد"، وهو معهد إسلاميّ ملتزم بقوّة بالإدماج الثقافيّ والاجتماعيّ والحوار، والتنشئة الاجتماعيّة ونشر الإسلام الذي يعزّز الوئام، قالت: "لدينا احترام كبير للبابا فرنسيس، وهو شخصيّة مُلهِمة في تعزيز التعاطف مع الضعفاء والمهمّشين. لطالما كان البابا فرنسيس مهتمًّا بالفقراء والمستبعدين".  

ويقدّر البروفسور سومانتو القرطبيّ، مدير معهد نوسانتارا للثقافة والدين وأستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة الملك فادح، نهجَ البابا فرنسيس تجاه المسكونيّة والتعدّديّة والسلام، مشيرًا إلى أنّ عمله يهدف إلى "تعزيز السلام في الأوقات والظروف كلّها"، رسالة ضروريّة للبشريّة جمعاء التي مزّقتها الصراعات.

 

مايكل ترياس كونكاهيونو، سفير إندونيسيا لدى الكرسي الرسوليّ قال إنّ زيارة البابا "هي لحظة تاريخيّة ليس فقط للكاثوليك، ولكن أيضًا للأمّة الإندونيسيّة بأكملها" وتمثّل "رمزًا مهمًّا للتسامح والأخوّة، وهي مبادئ يجب على إندونيسيا الاستمرار في تعزيزها، مع إعطاء الأولويّة للقيم الإنسانيّة، والسلام والأخوّة". وأشار إلى أنّ البابا اختار المجيء إلى إندونيسيا "لأنّه يعتبرها مثالًا يحتذى به، بخاصّة في ما يتعلّق بتعليم المحبّة والأخوّة بين الشعوب والأديان".