الأمّ تيريزا.. رسولة محبّة وإيمان

كبرت في عائلة فلّاحة متديّنة زرعت في نفسها إيمانًا كبيرًا بيسوع المسيح وصل إلى أوجه بعد وفاة أبيها ودفع بها إلى دخول سلك الرّهبنة عام 1929.

هي الأمّ تيريزا التي كان العلم تاجها والتّأهيل الدّينيّ وسامها والعمل الدّؤوب إكليلها، فتوّجت أعمالها الصّالحة بالاهتمام والعناية بالفقراء والمرضى والمشرّدين والعجزة في الهند، لتخلع زيّ الرّهبنة وتتغلّف بالسّاري الهنديّ الأبيض المقلّم بالأزرق.

 عطاءاتها السّخيّة كانت مصحوبة بالمحبّة والصّدق والأمانة والإخلاص، فهي كانت ترفض التّبرّعات الماليّة والمساعدات، رغم أنّ فريقها الطّبّيّ المرافق لم يكن حديث التّقنيّة تنهال عليه الانتقادات المعيّرة.

لصفاء نواياها وبرّ نفسها وخير أناملها، حصلت الأمّ تيريزا على جائزة نوبل للسّلام عام 1979 إضافةً إلى جوائز وأوسمة وميداليّات أخرى قدّرت كفاحها في كلكوتا الهنديّة.

جبلت الأمّ تيريزا معاناتها مع الأمراض بالرّجاء والإيمان والفرح، فسلّمت الرّوح في الخامس من أيلول/سبتمبر عام 1997 لترتفع إلى قافلة القدّيسين في الرّابع من أيلول/سبتمبر الجاري.

"أنا قلم رصاص في يد الرّبّ الذي يكتب رسالة محبّة إلى العالم".. هكذا كانت ترى الأمّ تيريزا نفسها، وهكذا بالفعل كانت منذ ولادتها حتى وفاتها، تشعّ خيرًا وسلامًا، وتكتب بأقدامها وأناملها رسائل تروي االعطشان وتشفي المريض.