الأمل على الرغم من الألم: شهادات من مسيحيّين فلسطينيّين
هدف هذا اللقاء إلى الاستماع إلى شهادات المشاركين ومرافقتهم ودعمهم في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، فجرى في خلاله طرح عدد من التجارب ووجهات النظر من المجتمعات المحلّيّة في وقت تشتدّ فيه الحاجة إلى المرافقة والتضامن.
جاء هذا الاجتماع ضمن برنامج الزيارة الافتراضيّة والتضامنيّة للأراضي المقدّسة التي عقدها وفد من مجلس الكنائس العالميّ والشركاء المسكونيّين بما فيهم مجلس كنائس الشرق الأوسط، منظّمة ACT Alliance، رابطة كاريتاس الدوليّة.
إستهلّ الاجتماع مع المنظّمات المحلّيّة في فلسطين بكلمة وجّهها القسّ البروفسور الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالميّ، قال فيها "نرغب بالتركيز على الوضع الحاليّ وسط تصاعد العنف في المنطقة إضافة إلى سبل التعامل معًا لتخطّي هذه الظروف".
وقال بيتر ناصر، الأمين العامّ لجمعيّة الشبّان المسيحيّة في القدس (YMCA)، حيث يعمل مع الأطفال الفلسطينيّين الذين مرّوا بتجربة الاعتقال، إنّهم يشهدون مستوى غير مسبوق من الإحباط والصدمة و"كثرٌ هنا يشعرون بأن لا يوجد أي قانون أو جهة لحمايتهم. واجبنا، كمسيحيّين، أن نقف في وجه الظلم".
أمّا رفعت قسّيس، من منظّمة كايروس فلسطين، فأشار إلى أنْ "تحدّثنا عن فشل المجتمع الدوليّ. ونحن بصراحة نخشى أن نُطرد من مناطقنا وقرانا". وتابع "مطلبنا الأساس هو أن يقبل الجميع قرارات محكمة العدل الدوليّة والمحكمة الجنائية الدوليّة، وأن يتمّ العمل على تكثيف الضغط على الحكومات لإنهاء الاحتلال وقبول القانون الدوليّ".
من جهّته، قال القسّ متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم "الوضع صعب للغاية، أكثر ممّا يمكن وصفه"، داعيًا إلى مقاربة لاهوتيّة جديدة، وقائلًا إنّ "اللّاهوت بعد غزّة لا يمكن أن يكون كما كان قبلها".
بدوره، أشار المطران الدكتور هاينريش بيدفورد-ستروم، المنسّق الإداريّ في مجلس الكنائس العالميّ، إلى أنّه يشعر "بارتباط وثيق باللّاهوت – أتحدّث عن صرخة المسيح على الصليب" لماذا تركتني؟" وعن "بونهوفر" وعن عاموس – ماذا يعني اللّاهوت بعد غزّة؟ مثلما تأمّل اللّاهوتيّ الألمانيّ "بونهوفر" في اللّاهوت بعد الهولوكوست في خلال الحرب العالميّة الثانية. نحن بحاجة إلى حوار كبير حول هذا الموضوع".
أمّا الدكتور يوسف الخوري، من منظّمة كايروس فلسطين وكلّيّة بيت لحم للكتاب المقدّس، فشرح أنّ المنطقة تعاني من نقص في الرعاية الطبيّة وانقطاع الكهرباء إضافة إلى جوع وجفاف، وكذلك عدم احترام أبسط حقوق الإنسان والقانون الدوليّ الذي يحمي المدنيّين، حتّى في وقت الحرب".
وشدّد الخوري على أنّ "من المهمّ، يومًا بعد يوم، أن تتدخّل الكنائس في العالم أجمع بكلّ قواها وأن تستخدم الوسائل الروحيّة والدبلوماسية لوقف الحرب".
وفي الختام، قال القسّ البروفسور جيري بيلاي، الأمين العامّ لمجلس الكنائس العالميّ، أنّه "إذا كنتم تريدون تحقيق العدالة والسلام، وإذا كنتم تريدون حقّا إحداث التغيير، عليكم أن تعملوا على تغيير الأنظمة. يجب أن نكون، ككنائس، صادقين ونبويّين في كلّ ما نقوم به ونقوله".
علمًا أنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي تمثّل في الحدث بالدكتور ميشال عبس، رئيسِه، يتابع منذ تأسيسه مسألة القضيّة الفلسطينيّة داعيًا إلى تعزيز الحوار من أجل إيجاد حلول سلميّة ترمي إلى تحقيق السلام وإحقاق الحقّ والعدالة.