الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية تحذر من المخاطر المحدقة اليوم بالديمقراطية
عن هذا الموضوع تحدث أيضا السيد بيرباولو دوناتي، عالم المجتمع، والأستاذ في جامعة بولونيا الإيطالية الذي اعتبر أن انعدام المساواة ليس ما يحول دون تحقيق المشاركة، إذ لا بد من مكافحة الفقر، أكان على الصعيد المادي أم الروحي أم الثقافي أم التربوي. ورأى أن هذا الأمر يسمح للأشخاص بالخروج من حالة الفقر أو من الأوضاع المعيشية الصعبة. وتطرق الأستاذ الجامعي الإيطالي إلى أهمية الحفاظ على الحرية الدينية وصونها، لأن قمع هذه الحريات يولد مشكلة اجتماعية خطيرة، لافتا على سبيل المثال إلى أن ثمانية وثمانين بالمائة من الإرهابيين يأتون من بلدان تعاني من القمع والاضطهاد الديني، ولا تعرف معنى الحرية الدينية.
من جانبه أشار باولوس زولو، الأستاذ في جامعة ناثالم بجمهورية أفريقيا الجنوبية إلى المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق الأنظمة السياسية معتبرا أن هذه الأنظمة هي مسؤولة في المقام الأول عن مشكلة الإقصاء الاجتماعي، لأنها هي السلطة التي تشرف على توزيع الموارد. أما رئيسة الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية البروفيسورة مارغاريت أرشر فسلطت الضوء على ضرورة مد الطبقات الاجتماعية الأكثر فقرا بالوسائل اللازمة للخروج من أوضاع الفقر هذه واعتبرت أن توفير الطعام واللباس للأشخاص المحتاجين ليس كافيا لمعالجة هذه المشكلة، لأن حياة الإنسان ـ ختمت تقول ـ هي أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية تولي اهتماما كبيرا بمسألة الاندماج الاجتماعي ومساعدة الأشخاص المهمشين وكانت قد نظمت ورشة عمل في الفاتيكان العام الماضي حول موضوع التضامن الشامل واندماج الأشخاص المهمشين. وأصدرت بيانا أكدت فيه أننا مدعوون، إزاء الأحداث المأساوية وأوضاع العوز التي نشهدها، إلى إيلاء اهتمام خاص بمفهوم الاشتمال الاجتماعي. وهذا الأمر يتطلب منا أن نوجه الأنظار نحو الأعداد المتنامية من الأشخاص حول العالم الذين تم إقصاؤهم عن دائرة الإنتاج. وتذكّر الأكاديمية بأن البابا فرنسيس، وفي معرض حديثه عن العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، يسلط الضوء غالبا على أهمية "الاشتمال" الذي يمكن تحقيقه فقط استنادا إلى الإقرار الرسمي بتكافؤ فرص المشاركة في اتخاذ القرارات التي تجعل من المجتمع مجتمعا مدنيا فاعلا ومتضامنا.