الأسود والأبيض.. جمال!
الإنسان هيكل للرّوح القدس، تحرّكه المشاعر والقناعات وتديره الأفكار والاعتبارات فيختبر حياة سقلها الله بالصّعاب من جهة وبالفرح من جهة أخرى.
غير أنّ هذا الإنسان نفسه، الذي أراده الله مسكن الخير والبركة والعطاء، كثيرًا ما يبادل الإنسان الآخر بالبغض والتّفرقة، الآخر الذي خُلق مثله على صورة الله ومثاله، متكمّشًا بالأنانيّة والعلوّ السّاقط. فالأبيض يظنّ أنّه أفضل، والأسود يعتبر نفسه ضحيّة العبوديّة، فتضيع الإنسانيّة خلف درجات ألوان البشرة المصبوغة هي نفسها بلون الحقد والشّرّ. بين الأبيض والأسود إذًا حرب دائمة، حرب قائدها ضعف الإيمان، ضحاياها جهلة التّصرّف، حلّها سلاح المحبّة الحادّ.
فالإنسان إذًا، هو أسود ككحل العين، كليل السّكون، كفحم الطّاقة، كعصفور المهجر، كقعر البئر، كغفوة الجفن، هو أسود كالجمال..
وهو أبيض كضوء القمر، كراية السّلام، كزهرة متفتّحة، كبرعم الرّبيع، كأفق النّفق، كثلج القمم، كخبز الشّبع، هو أبيض كالجمال..
في اليوم الدّوليّ للقضاء على التّمييز العنصريّ، لنصرخ بلسان موحِّد قائلين: نعم للمحبّة! نعم للجمال! نعم للأبيض والأسود!