الفاتيكان
16 تشرين الأول 2024, 13:00

الأسقف مارتينيلي: "السينودس يمهّد الطريق للتعايش السلميّ"

تيلي لوميار/ نورسات
في حديثه إلى فاتيكان نيوز حول العنف المتصاعد في الشرق الأوسط ، كرّر النائب الرسوليّ لجنوب شبه الجزيرة العربيّة المساهمة الحاسمة التي يمكن أن تقدّمها الأديان للتعايش السلميّ، وقال إنّ السينودس يقدّم مثالًا ملموًسا على كيف يمكن للاختلافات أن تعيش معًا من خلال الحوار والاستماع إلى بعضها البعض، وفق "فاتيكان نيوز".

 

"لوقف دوّامة العنف الحاليّة، هناك حاجة ملحّة إلى مراجعة بروتوكولات الدبلوماسيّة، ولكنّنا نحتاج أيضًا إلى شهادة المؤمنين التي تظهر أنْ يمكننا السير معًا، وأنّ الأديان يمكن أن تساهم في إضفاء الطابع الإنسانيّ على العالم"، قال الأسقف باولو مارتينيلي، النائب الرسوليّ لجنوب شبه الجزيرة العربيّة.

الراهب الكبّوشيّ الإيطاليّ الذي كان على رأس الكنيسة في الإمارات العربيّة المتّحدة وعمّان واليمن لأكثر من عامين حتّى الآن، موجود في روما لحضور سينودس الأساقفة حول السينودسيّة.  تحدّث إلى "فاتيكان نيوز" على هامش الجمعيّة، حول تداعيات الحرب المستمرّة في الأراضي المقدّسة ولبنان في شبه الجزيرة العربيّة، وخصوصًا اليمن الذي مزّقته الحرب والذي يتأثّر بشكل مباشر بالصراع في الأرض المقدّسة.

أصرّ الأسقف مارتينيلي على الحاجة الملحّة لكسر هذه الحلقة المفرغة من الانتقام من خلال استئناف الدبلوماسيّة: "نحن بحاجة إلى إيجاد طرق للمصالحة والسلام من أجل مصلحة الجميع".

"نصلّي من أجل أن تنتهي الحرب قريبًا، فنتمكّن من البدء في إعادة البناء، وننطلق أخيرًا في تنفيذ مشاريع الخير والمشاركة والسير معًا."

وأضاف أنّ الجمعيّات الرهبانيّة يمكنها، بل ويجب عليها، أن تساهم في الحوار والسلام من أجل عالم أفضل، من خلال "عدم السماح لنفسها بأن تكون أداة لأغراض قوميّة".  

واستشهد بمثال الإمارات العربيّة المتّحدة وسلطنة عمان، حيث يمكنك العثور على كنيسة كاثوليكيّة ومسجد وكنيس يهوديّ تقف جنبًا إلى جنب، ما يدلّ على أنّ التعايش السلميّ ممكن.

وفقًا للأسقف مارتينيلي، فإنّ خبرة السينودس الجاري حول السينوداليّة (السينودسيّة) هي شهادة ملموسة على مساهمة الكنيسة في نشر ثقافة السلام هذه. وقال: "بغضّ النظر عن أي نتائج فنيّة قد تسفر عنها، فإنّ حقيقة أنّنا نستمع إلى بعضنا البعض هي ذات مغزى". إنّ الاعتراف بغنى الاختلافات وتعلّم تمييز إرادة الله معًا هو مثال للكنيسة والعالم، يمكنه أن يلهم طُرق الخير للمجتمع.

وتعليقًا على الرحلة الرسوليّة الأخيرة التي قام بها البابا فرنسيس إلى آسيا وأوقيانوسيا، أشار النائب الرسوليّ لجنوب شبه الجزيرة العربيّة إلى العديد من أوجه التشابه مع زيارتيْن تاريخيّتيْن قصد بهما البابا الإمارات العربيّة المتّحدة في عام 2019 والبحرين في عام 2023، بما في ذلك التوقيع على إعلان الوئام الدينيّ بين الأديان في إندونيسيا، ما يدلّ على أنّ "الطريق نحو الأخوّة مستمرّ".