الأسقف الهايتيّ دوما: "مع الفساد، يعاني الأكثر فقرًا"
في تشرين الأوّل/أكتوبر، في نيويورك، صوّت مجلس الأمن الدوليّ، بالإجماع، على فرض حظر عالميّ على الأسلحة والمعدّات العسكريّة كلّها المتّجهة إلى هايتي، بهدف وقف تدفّق الأسلحة إلى العصابات المسلّحة التي تسيطر على جزء كبير من الدولة الكاريبيّة.
تصاعد العنف في هايتي، في عام 2021، عندما اغتيل رئيس الوزراء قبل أن يؤدّي اليمين الدستوريّة. ومنذ ذلك الحين، استولت العصابات على حوالى 80٪ من العاصمة، ولم تكن هناك انتخابات أو برلمان أو مسؤولون منتخَبون.
تحدّث الأسقف بيير أندريه دوما من أبرشيّة آنس آ فو وميراغوان، الذي أصيب بجروح خطيرة في انفجار في شباط/فبراير، مع "فاتيكان نيوز" عن الوضع في البلاد، وهو يواصل تعافيه في الولايات المتّحدة.
في أوائل تشرين الأوّل/أكتوبر، قادت إحدى العصابات مذبحة خلّفت 115 قتيلًا في بورت سوندي، بين بورت أو برنس وكاب هايتي - المدينتان الرئيستان في البلاد.
وبدأت كينيا في إرسال قوّات حفظ سلام إلى البلاد في وقت سابق من هذا الصيف، ولكن لم يحدث تغيير يذكر حتّى الآن. "من الواضح أنّنا بحاجة إلى هذه القوّة الدوليّة"، قال الأسقف دوما.
وأضاف أنّ الوضع "لا يزال هشًّا للغاية، حيث يتعرّض الناس للقتل والاغتصاب والاختطاف"، على الرغم من وصول بعثة الدعم الأمنيّ متعدّدة الجنسيّات.
قال أيضًا: "عندما يكون هناك فساد، فإنّ أفقر الناس هم الذين يعانون - الجياع الذين لا يستطيعون العثور على الطعام، والأطفال الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة اليوم".
وقد نزح أكثر من 700,000 شخص – أكثر من نصفهم من القاصرين – وحوالى 100,000 طفل غير قادرين على العودة إلى المدرسة بسبب تدمير المباني أو إغلاقها.
كاريتاس وغيرها من المؤسّسات الاجتماعيّة على الأرض توفّر الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات للآلاف في أنحاء البلاد عمومًا. وفتحت الأبرشيّات والرهبانيّات أبوابها للفارّين من العنف.
قال الأسقف الهايتيّ إنّ مستقبل البلاد يتوقّف على "التضامن بين الشتات وهايتي"، بين الآلاف الذين غادروا البلاد وأولئك الذين بقوا. وهو يقدّر أنْ يتمّ إرسال ما بين 4 و 5 مليارات يورو إلى العائلات المقيمة، من الشتات. وفي ختام الحديث معه أعرب الأسقف دوما عن أمله في أن تنتهي "حالة البؤس والمعاناة والإهمال العالميّ والهزيمة" بواسطة هذه الرابطة بين الهايتيّين داخل البلاد وخارجها.