الأسبوع العظيم في الكنيسة الأرثوذكسيّة مع الأب أثناسيوس شهوان
"صحيح أنّنا نعيش مراحل صعبة جدًّا، إلّا أنّ الرّبّ قال لنا: "ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ.". هذا ما سنعيشه في هذا الأسبوع المقدّس، إذ قام المسيح وأقامنا معه.
يبدأ هذا الأسبوع ليتورجيًّا نهار الإثنين صباحًا (بعد أحد الشّعانين) وينتهي مع قدّاس السّبت العظيم، لنعود ونبدأ زمنًا جديدًا في أحد الفصح المجيد.
تكون الصّلوات فيه في غير وقتها الزّمنيّ، وذلك لمساعدة المؤمنين على الاشتراك بها.
صلاة الختن:
تقام مساء أحد الشّعانين، ومساء يومي الإثنين والثّلاثاء. هي كناية عن سحر اليوم التّالي.
كلمة الختن تعني العريس، والمقصود المسيح. هي صلاة خشوعيّة، نرتّل فيها على ضوء الشّموع "ها هوذا الختن يأتي في نصف اللّيل، فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظًا..." تيمّنًا بمثل العشر عذارى.
نذكر في صلاة الختن الأولى القدّيس يوسف العفيف، وشجرة التّين العقيمة، وفي صلاة الختن الثّانية العشر عذارى لنتمثّل بالعذارى الخمس العاقلات ونلتقي بعريس نفوسنا الذي هو الرّبّ. وفي صلاة الختن الثّالثة نذكر المرأة الزّانية التي غُفرت خطاياها لتوبتها العظيمة.
الإثنين والثّلاثاء والأربعاء: قبل الظّهر تقام خدمة القدّاس السّابق تقديسه (البرويجيازمينا).
مساء الأربعاء: نقيم صلاة الزّيت المقدّس، وهي سحر يوم الخميس. تضمّ هذه الخدمة سبع رسائل وسبع أناجيل وسبعة أفاشين لمباركة الزّيت. بعدها يُدهن المؤمنون بالزّيت المقدّس.
الخميس العظيم: نقيم قبل الظّهر قدّاس القدّيس باسيليوس الكبير. نحيي فيه تأسيس العشاء السّرّيّ. تسبقه صلوات "السّاعات"، نذكر فيها أحداث عشاء الرّبّ الأخير مع تلاميذه، وغسله لأرجلهم، وصلاته في الجسمانيّة، وخيانة يهوذا له.
بعد الظّهر، نقيم خدمة أناجيل الآلام، وهي صلاة سحر الجمعة، يقرأ فيها اثني عشر إنجيلًا. يُطاف بالصّليب المقدّس في الكنيسة بعد تلاوة الإنجيل الخامس أثناء ترنيم: "اليوم عُلّق على خشبة". وبعد التّطواف يوضع الصّليب في الوسط.
يوم الجمعة العظيم:
قبل الظّهر:
نبدأ بخدمة "السّاعات الملوكيّة"، وتتضمّن مزامير وقراءات مِن العهد القديم، ورسائل وأناجيل. كلمة ملوكيّة مرتبطة بملك الملوك يسوع. ومن ثمّ خدمة "إنزال المصلوب"، بحيث يُنزل يُلف الصّليب بالكتّان ويُدخل إلى الهيكل. وبعدها يقام زيّاح بالإبيتافيون (قطعة قماش رسم عليها المسيح ميتًا)، ويوضع في وسط الكنيسة على "النّعش" المزيّن بالأزهار وعليه الإنجيل.
بعد الظّهر:
يقام جنّاز المسيح الذي يتميّز بتراتيله القياميّة والفرحة جدًّا. ويُنضح المؤمنون بماء الورد عند ترتيل "حاملات الطّيب جئن صبحًا قبرك ...".
السّبت العظيم:
هو سبت النّور. نناشد فيه المسيح أن يقوم، بحيث يرشّ الكاهن ورق الغار في كلّ أرجاء الكنيسة، التي تكون قد اتّشحت بالأبيض وكذلك الكاهن.
أحد الفصح المجيد:
بعد الهجمة يدخل الكاهن والمؤمنون الكنيسة حاملين الشّموع وهم يرتّلون: المسيح قام... ومن ثم يقام القدّاس الإلهيّ."