الأساقفة التنزانيّون يحثّون الحكومة على وقف عمليّات الترحيل القسريّ للماساي من نغورونغورو
وجّه الأسقف فولفغانغ بيزا، رئيس المجلس الأسقفيّ التنزانيّ (TEC)، الدعوة هذا الأسبوع، عندما تحدّث في احتفالات اليوبيل الفضّيّ للكهنوت لأنطوني لاغوين، أسقف أبرشيّة مبولو الكاثوليكيّة.
منطقة محميّة نغورونغورو في شمال تنزانيا هي أحد مواقع التراث العالميّ التي تديرها الحكومة التنزانيّة. لقرون عدّة، عاش شعب الماساي في المنطقة جنبًا إلى جنب مع الحيوانات البريّة.
في عام 2022، أطلقت حكومة تنزانيا برنامجًا لتشجيع "النقل الطوعيّ" للماساي من المنطقة المحميّة إلى مسوميرا، وهي بلدة تقع على بعد حوالى 400 كيلومتر من موطنهم التقليديّ.
إنتقد العديد من رجال قبائل الماساي والمراقبين خطّة "النقل الطوعيّ" باعتبارها بعيدة البعد كلّه عن كونها طوعيّة.
فقد تعرّض أولئك الذين رفضوا الانتقال من منطقة محميّة نغورونغورو لمعاملة لا إنسانيّة ارتكبتها قوّات الأمن في البلاد. في 18 آب/أغسطس 2024، نظّم مجتمع الماساي في نغورونغورو احتجاجًا سلميًّا كبيرًا على طول الطريق السريع نغورونغورو - سيرينجيتي، مطالبًا الحكومة التنزانيّة بالاعتراف بحقوقهم الأساسيّة ودعمها.
ظهر الاحتجاج بعد سنوات من المظالم المتعلّقة بانتهاك حقوق الماساي في الأرض، وتقييد الوصول إلى الخدمات الاجتماعيّة، والمضايقات الجسديّة. كما واجه مجتمع الماساي ضغوطًا متزايدة، بما في ذلك رفض تسجيل الناخبين وعمليّات التصاريح المطوّلة عندما يريدون الوصول إلى أراضي أجدادهم.
في الأسبوع الماضي، وصل إحباط مجتمع الماساي إلى نقطة الغليان عندما أقاموا حواجز على طريق سريع رئيس، قائلين بأنْ، لفترة طويلة جدًّا، تمّ إسكاتُ أصواتهم ودوسُ حقوقهم. وهم يدعون الآن إلى إجراء حوار هادف مع السلطات التنزانيّة لمعالجة مظالمهم، ويحثّون الجمهور على دعم نضالهم من أجل العدالة.
لم يلطّف الأسقف فولفغانغ بيزا الكلمات عندما حثّ حكومة تنزانيا على احترام أسس الحكم الرشيد والشفافية والحقيقة والسلام والعدالة.
وذكّر الحكومة بأنّ أصول البلاد مملوكة للشعب نفسه، وأنّ الحكومة ببساطة تديرها نيابة عن الشعب. يجب احترام مجتمع الماساي والاستماع إليه وعدم الضغط عليه لحمله على اتّخاذ مواقف تعطّل أسلوب حياتهم. وانتقد الحكومة لحرمانها الماساي من الخدمات الأساسيّة.
كما حذّر الأسقف بيزا قوّات الدفاع والأجنحة الأمنيّة في البلاد من ضرب الماساي الذين هم مواطنون، بناء على طلب الحكومة. وقال إنّ البشر ليسوا حميرًا تجب معاملتهم بأي طريقة. وشدّد على أنّهم يستحقّون أن يعاملوا باحترام وكرامة.
ودعا رئيس المجلس الأسقفيّ التنزانيّ حكومة بلاده إلى الحوار مع شيوخ الماساي وممثّليهم في منطقة محميّة نغورونغورو.
"ليس حقيقة أنّ الناس ينتقلون طواعية (من نغورونغورو)، لكنّهم يجبرون على الخروج ويرفعون أصواتهم حول حرمانهم من حقوقهم ... الحكم الرشيد هو وسيلة مشروعة لتكون مسؤولًا والحكم الرشيد يأتي من الناس أنفسهم ... وينبغي للحكومة أن تجلس على الطاولة عينها مع شعب نغورونغورو؛ لا أن تجبرهم على الانتقال"، قال الأسقف بيزا وسط تصفيق كبير من الجماعة المصليّة الحاضرة.