الأردنّ
27 كانون الأول 2019, 08:50

الأرشمندريت بسّام شحاتيت يذكّر بـ"المعنى الحقيقيّ للميلاد"

نورسات/ الأردنّ
أوضح النّائب الأسقفيّ العامّ لمطرانيّة الرّوم الكاثوليك في الأردنّ الأرشمندريت بسّام شحاتيت "المعنى الحقيقيّ للميلاد"، فكتب:

"إنّ المسيحيّة بدأت في بيت لحم مع ولادة الطّفل يسوع، وأشرقت شمس البشارة وانتشرت في العالم بعماد السّيّد المسيح له المجد. الأعياد هذه السّنة في الأردنّ مميّزة ومليئة بالاحتفالات والمبادرات الدّينيّة والوطنيّة استعدادًا لعيد الميلاد المجيد، من إضاءة الشّجرة ووضع المغارة والصّلوات والأمسيات.

هناك عدّة جوانب وأبعاد للعيد تعتبر مهمّة مثل الوطنيّ والسّياحيّ والاقتصاديّ، ولكن لا يجب أن نركّز على جانب ونهمل الآخر، وأن يكون لدينا الوعي الكافي للبعد الحقيقيّ والرّوحيّ للعيد. في فترة التّحضير للميلاد ننتظر المخلّص بالسّهر والصّلاة والتّحضير القلبيّ والعقليّ لاستقبال ولادة الطّفل يسوع، فالانتظار مرتبط في الاستعداد لقبول المولود.

أمّا البعد الوطنيّ والشّعبيّ فيظهر من خلال المشاركة في التّهنئة بالعيد واحتفالات إضاءة الشّجرة، وهذه سنة حميدة وصورة مشرقة تعبّرعن العيش المشترك والمحبّة المتبادلة والمودّة بين أبناء الوطن الواحد. ولا ننسى أمانة عمان الكبرى الّتي قدّمت مشكورة شجرة الميلاد وزيّنتها لمجموعة من للكنائس في الأردنّ.

وهذه الاحتفالات كذلك لها بعد سياحيّ واقتصاديّ، فوزارة السّياحة تنظّم في الأماكن المقدّسة المسيحيّة أمسيات ترانيم وإضاءة الشّجرة من أجل تسليط الضّوء على قدسيّة وأهمّيّة هذه الأماكن مثل المغطس وجبل نيبو وأمّ الجمال. 

والبعد الهامّ والرّئيسيّ للعيد هو الرّوحيّ أيّ ولادة الطّفل يسوع في مغارة بيت لحم ولادة متواضعة حيث لم يكن له مكان وبيت يولد به وولد في مغارة فقيرة. والعبرة من ذلك هو التّشديد على التّواضع والبساطة والشّعور مع المحتاج والفقير وعمل الرّحمة ومساعدة المعوزين.

إذا زرنا مدينة بيت لحم وكنيسة المهد حيث ولد السّيّد المسيح له المجد، نلاحظ أنّ الباب ارتفاعه منخفض بشكل كبير، وهذا يدلّ على أنّه يجب أن ننحني لكي ندخل منه، وهذه الحركة ترمز إلى الانحناء والتّواضع امام الله تعالى.

المجوس الّذين تبعوا النّجم لتكريم الطّفل المولود هم من الشّخصيّات الهامّة في قصّة الميلاد الّتي نجدها في الفصل الثّاني من إنجيل متّى. وقد ذكرهم ليعلن أنّ المسيح هو ملك الّسلام الّذي يملك على القلوب ويمنح السّلام للبشر. أمّا الرّعاة الّذين يسهرون على القطيع فقد ذكرهم القدّيس لوقا ليركّز على الاهتمام بالبسطاء والفقراء. 

يرتبط المجوس والرّعاة بفكرة السّهر والصّلاة، فعيونهم مصوّبة دائمًا نحو السّماء، والّذي يريد أن يلتقي مع الله عليه أن يسهر ويصلّي من قلبه وعقله. 

لا بدّ من التّذكير بمعنى العيد وروحانيّته لئلّا ننشغل ونغرق بالمظاهر وننسى الهدف من العيد وصاحب العيد الّذي نحتفل به. ولد المسيح بمغارة لكي يعلّمنا التّواضع وعدم التّمسّك بالمظاهر الفارغة.

وفي الختام، نتمنّى للجميع ميلادًا مجيدًا وسنة جديدة يعمّ فيها السّلام والمحبّة والرّحمة والمودّة بين أبناء الأسرة الأردنيّة الهاشميّة الواحدة. ونصلّي ونتضرّع إلى الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك المعظّم عبد الله الثّاني ابن الحسين والعائلة الهاشميّة وكافّة الأجهزة الأمنيّة الّذين يسهرون على حماية الوطن".