الأردنيون يحتفلون بعيد القديس شربل
وأوضح: “بسبب حياة هذا القديس”. وتطرّق المطران الحاج إلى أبرز محطات مار شربل: ولد يوسف عام 1828 في بلدة بقاع كفرا، أعلى قرية لبنانية عن سطح البحر. ترك بيت أبيه بعمر الـ23 وقصد الترهّب في الرهبانية المارونية اللبنانية. وبعد عامين، نذر الفقر والعفة والطاعة، وعاش حياة صلاة وزهد ونسك، ولم يعطِ مجال للخطيئة لكي تدخل قلبه.
وأضاف: “أرسل إلى دير كفيفان حيث قصى ست سنوات في الدراسة اللاهوتية، وهناك تربّى على أيدي رهبان قديسين، خاصة الأب نعمة الله الحرديني. سيم كاهنًا عام 1859، وأقام الأب شربل في دير مار مارون بعنايا، مدة 16 عامًا، متمرسًا بالفضائل الرهبانية، لاسيما فضيلتي التواضع والطاعة. وبسبب الآيات التي أجراها الله على يده في الدير، طلب من رؤسائه الاسحتباس في محبسة دير عنايا، حيث قضى فيها 23 عامًا”.
تابع: “وفي المحبسة، ضاعف أعمال التقشف والزهد والصلاة والتأمل وقراءة القراءات الروحية، والعمل في الحقل. وما لبث أن انتشر عرف قداسته، فأخذ الناس يقصدونه لينالوا بركته. وفي عام 1898، وبينما هو رفع الكأس والقربان في القداس، تاليًا صلاة ’يا أبا الحق‘، أصيب بالمرض، ليقاسي الأوجاع مدة ثمانية أيام. وقد أسلم روحه ليلة عيد الميلاد من نفس العام برائحة القداسة”.
وشدد المطران الحاج على أن الأعاجيب التي أقامها الله تعالى على يد القديس شربل، ليست عبارة عن مسرحيات أو أخبار، إنما عن حياة إلهية انزرعت في قلب القديس وتهدف إلى دعوة الناس لكي يعودوا إلى الرّب، ولكي تنفتح عقولهم وقلوبهم للآب الذي أرسل ابنه من أجل خلاصهم. فالقديس هو صورة عن الحب الإلهي لكل إنسان، وما الأعاجيب التي تقام على يده إلا استمرار لعمل الرسل، ولمجد الله وخلاص نفوس المؤمنين.