الأب نعمة الله الهاشم رئيساً عامّاً للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة
بعد أربعة أيام من المجمع العام الذي عقد في دير جامعة الروح القدس- الكسليك، ناقش خلاله الرهبان إدارة السلطة المنتهية ولايتها على كافة الأصعدة الادارية والروحية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وبعد محطات من مراجعة الذات والصلاة والتأمل واستلهام الروح القدس، تصاعد الدخان الأبيض منذراً بتدشين عهد جديد لـ"رهبانيّة القديسين".
بروح الأخوّة اجتمع ثلاثمائة وعشرون راهباً حاملين في جعبتهم إرثاً تاريخيّاً وروحيًّا واجتماعيًّا ووطنيًّا، حرصين في الوقت عينه على رسم غد لرهبانيّة وكنيسة تواجهان تحديات في خضم صراعات تعصف بمنطقة الشرق الاوسط. رهبان وضعوا جانبًا اختلاف وجهات النظر وحوّلوها الى وحدة في الرؤيا، ترسّخ اختبارها العريق في شتى الميادين، وتعمّق اختبار قديسيها شربل ونعمة الله والأخ اسطفان وغيرهم ممن تركوا بصمة في تاريخ لبنان الروحي والحضاري، فوضعوه على الخارطة الدينيّة العالميّة. الى جانب ريادتها على المستوى الروحي، ساهمت الرهبانيّة "البلدية" في النهضة الفكريّة والثقافيّة تاركةً بصمات على الصعيد التربويّ. ولن ننسى دورها على صعيد الانتشار اللبناني، فهي التي جعلت من أديرتها في بلدان الاغتراب ملتقى للبنانيّين وجسراً للتواصل مع الوطن الأم.
مارست الرهبانيّة المارونيّة الاستحقاق الرئاسيّ بروح الديموقراطية عسى أن يكون هذا الانتخاب درساً لسياسيّي لبنان علّهم يضعون مصالحهم الشخصيّة جانبًا فينتخبون رئيسًا للجمهوريّة اللبنانيّة.