لبنان
17 تشرين الأول 2025, 07:50

سويف: علينا أن نقتحم العالم ببشارة المحبّة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف القدّاس الإلهيّ في رعيّة القدّيسين قوزما ودميانوس في بزيزا- قضاء الكورة، بمناسبة عيدهما، عاونه فيه لفيف من الكهنة، بحضور حشد من أبناء الرّعيّة والجوار.

في عظته، دعا سويف إلى عيش الشّركة الحقيقيّة مع المسيح والشّهادة له، فقال بحسب إعلام المطرانيّة: "أجمل ما في حياتنا المسيحيّة أن نكون شهودًا أمناء للمسيح الطّبيب الشّافي. فالقدّيسان قوزما ودميان، اللّذان كانا طبيبين وصيدليّين، جعلا من مهنتهما رسالةً لخدمة الإنسان وشفاء المرضى. لقد عاشا الطّبّ كرسالة محبّة ورحمة، مجّانًا وبنكران الذّات، لأنّ يسوع كان شفاءهما الأوّل ومصدر إيمانهما العميق."

وتوقّف المطران سويف عند دور العائلة كمكانٍ أوّل لاختبار الإيمان، فقال: "الإيمان يولد في البيت، في دفء العائلة، كما في حياة القدّيسين المحتفى بهما. فوالدتهما دلّتهما على طريق المسيح، وغرست فيهما المحبّة والفضيلة حتّى بلغا الشّهادة في سبيل الرّبّ. لذلك نصلّي اليوم كي تتجدّد عائلاتنا، فتدرك أنّ الزّواج ليس مجرّد رباطٍ اجتماعيّ، بل دعوة روحيّة ورسالة مقدّسة تُعاش في قلب الكنيسة.

القدّيسان قوزما ودميان أحبّا يسوع حتّى الموت، فحوّلا حياتهما إلى شهادةٍ حيّة للإنجيل، وإلى إعلانٍ صادق للإيمان العامل بالمحبّة. ولهذا اختارت الكنيسة في عيدهما إنجيل التّطويبات، لأنّهما حقّقاها بكلّ تواضع وقداسة.

هذان الشّفيعان يقرعان اليوم أبواب قلوبنا، ويدعواننا إلى شفاء أعمق من أمراض الجسد، شفاء القلب والرّوح. فالمسيح لا يريدنا أن نحقد أو ننغلق أو نرفض الآخر، لأنّ الحقد لا يمتّ بصلة إلى الإيمان المسيحيّ. المسيح هو المحبّة والغفران، وهو يدعونا إلى أن نحيا انفتاحًا حقيقيًّا يحرّرنا من أنانيّتنا، ومن جدران العزلة الّتي نبنيها حول ذواتنا".

وأعرب المطران سويف عن قلقه من مظاهر الانغلاق والتّقوقع في مجتمعاتنا، معتبرًا أنّ الدّعوة المسيحيّة اليوم هي دعوة إلى الانفتاح، إلى مواجهة العالم بروح الإنجيل لا بالخوف منه، وقال: "قضيّتنا ليست فقط أن ندافع عن إيماننا، بل أن نعلنه بفرحٍ وشجاعة. علينا أن نقتحم العالم ببشارة المحبّة، وأن ننشر فكر المسيح وروحه في كلّ مكان نوجد فيه."

وإختتم مشيرًا إلى لقائه في اليوم السّابق مع مفتي طرابلس وعدد من رجال الدّين من مختلف الطّوائف في منطقة الشّوف، مؤكّدًا أنّ اللّقاء كان "يومًا مفعمًا بالفرح والأخوّة الحقيقيّة". وأضاف: "الرّبّ تركنا في هذا الشّرق لأنّ لنا رسالة. العالم ينتظر شهادتنا، ينتظر فكرنا وثقافتنا المجبولة بالإيمان. هذه الثّقافة الّتي جعلت القدّيسين قوزما ودميان يتركان كلّ شيء ويتبعان المسيح حتّى النّهاية."

بعد القدّاس، كان لقاء أخويّ ومعايدة حول "هريسة العيد".