لبنان
06 آب 2019, 07:52

الأب ميشال عبّود الكرمليّ في عيد التّجلّي: علينا أن نثمر بصلاتنا

أحيا العمل الرّسوليّ في عكّار عيد تجلّي الرّبّ في قدّاس إلهيّ ترأّسه الأب ميشال عبّود الكرمليّ، تحت أرز شير الصّنم- القبيّات، عاونه فيه الخوري حسيب الياس والخوري لويس سعد.

 

في عظته، قال الأب عبّود: "جئنا نحتفل هنا بالذّبيحة الإلهيّة، على ارتفاع 1700م في جبال القبيّات تحت أفياء الأرز، ليس لأنّه لا كنائس لنا، وإنّما لكي نعيش ما عاشه الرّبّ يسوع في تجلّيه، إذ يخبرنا الإنجيل أنّه "صعد إلى جبل عال وتجلّى بمرأى منهم" وأحيانًا الأمور الخارجيّة تساعدنا لعيش أعمق للأمور الرّوحيّة.
الجبل يرمز لمكان اللّقاء مع الله. فعلى جبل سيناء تسلّم موسى الوصايا على لوحي حجر وهناك عاين وجه الله. وعندما عاد إلى شعبه وجد أنّ الشّعب صنع تمثالاً وأخذ يعبده، فما كان منه إلّا أن قام بردّة فعل، وكسر لوحي الحجر. وإيليّا من على جبل الكرمل تحدّى كهنة البعل والملكة إيزابيل، وأنزل النّار الّتي هي رمز الحياة، حيث صلّى وقال: "حتّى يعرفوا أنّك أنت الإله الحيّ". وهذه النّار رغب يسوع أن تشتعل، وهي الرّوح القدس الّذي منح القوّة للتّلاميذ الّذين كانوا ضعفاء، وكانوا متقوقعين وانفتحوا على جميع العالم.
يقول لنا الإنجيل: "وصعد يسوع الجبل"، وبالصّعود هناك مشقّة وإرادة، لأنّ الّذي يريد أن يلتقي بالله، عليه أن لا يستسهل الطّريق، لأنّ طريق الرّبّ ليست بسهلة. من يريد أن يلتقي الرّبّ، يجب أن لا يكون كسولاً. سهل علينا أن ننتقد، سهل علينا أن نطلق الإشاعات، سهل علينا أن ننتقد الكنيسة، وأن نشهّر ببعضنا البعض. وسهل علينا أيضًا أن نرتكب الخطايا. علينا أن نتعالى عن هذا كلّه. ولكن إذا كنّا ضعفاء نقول مع القدّيس بولس: "أنا قويّ بالّذي يقوّيني". أنا أتقوّى بالصّلاة، والصّلاة ليس طلبات فقط، فالأولاد يطلبون دومًا، والرّبّ يفرح بطلباتنا، ولكن علينا أن ننضج بالإيمان. الصّلاة هي الحوار مع الله الّذي يسكن فينا، وهو ربّ الكون وخالقنا.
وعلينا أن نثمر بصلاتنا. فوقفات وكلمات الصّلاة الصّغيرة تشعل فينا حرارة الإيمان كقشّة كبريت الّتي أشعلت غابات كثيرة.
ويقول الإنجيل: "تبدّل منظر وجهه". والسّؤال هل تبدّلت حياتنا وتقدّمت إيجابيًّا من السّنة الماضية حتّى اليوم؟ هل نتقدّم بالحياة الرّوحيّة، وأصبحنا نصلّي أكثر ممّا كنّا ونحن صغارًا؟ فالسّماء لا نذهب إليها نزولاً بل نصعد اليها صعودًا.
يسوع أخذ معه التّلاميذ الّذين يمثّلون الكنيسة، وهم أشخاص ضعفاء وفي أوّلهم بطرس الّذي أنكره، ولكن رغم ضعفهم فهم أقوياء بالرّبّ. ونحن نعلم أنّ الكثير من الإمبراطوريّات سقطت، وأمّا الكنيسة لم تسقط أبدًا، لأنّ الرّبّ أسّسها وهو الّذي قال: "وأبواب الجحيم لن تقوى عليها".
مع يسوع ظهر موسى وإيليّا وهما يمثّلان العهد القديم، وهناك أناس حتّى الآن ما زالوا يعيشون في العهد القديم، حيث يفحصون ضمائرهم فقط على الوصايا العشر ومثلهم مثل أيّ يهوديّ، ونسوا أنّ هناك الإنجيل، الّذي هو كلام يسوع. وفي وقت التّجلّي كان كلام الآب: "هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا". فكلمات الرّبّ تعطي الحياة، وهي كلمات المحبّة. فإن كان العلم والتّطوّر أوصلانا إلى المرّيخ، فالمحبّة أوصلتنا إلى الله".
وتبع القدّاس، نخب المناسبة.