لبنان
15 حزيران 2020, 09:30

الأب فادي تابت: نحن بلد مريميّ بامتياز وسيّدة لبنان أمّ لجميع اللّبنانيّين

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد رئيس مزار سيّدة لبنان- حريصا الأب فادي تابت، في كلمة خلال قدّاس تجديد تكريس لبنان لقلب مريم الطّاهر الّذي ترأٍّسه البطريرك المارونيّ الأحد في بازيليك المقام، على أنّ سيّدة لبنان هي أمّ لجميع اللّبنانيّين، فقال:

"إنّها السّنة السّابعة الّتي تقفون فيها يا صاحب الغبطة والنّيافة في هذا المقام المريميّ وعينكم صوب أمّ فتحت يديها لتستقبل أولادها إلى قلبها، بعد أن تعبوا من ظلم الحكّام وجورهم ولاحت في أفق بلادهم صرخات الحرب مدوّيةً، وكادت "بوسطة عين الرّمّانة" تتردّد صورتُها البشعة لما حملته من حرب طائفيّة أضنكت شعبنا لسنين طوال لولا يد تلك الأمّ السّماويّة وعينُها السّاهرة على أبنائها بتعدّد طائفتهم وطائفيّتهم.

أمّ سماويّة حمت أبناءها من فيروس قاتل فتك بالعالم كلّه وأحدث حربًا كونيّة عدوّها مجهول خطف الملايين من الأرواح البريئة بعطسة أو لمسة، حرم الأمّ من غمرة ابنها والأخت من قبلة أخيها والعائلة من وداعٍ كريمِ لعزيزٍ فقدته، فوضع الكمّامات متاريسًا أبعدت العائلة عن بعضها والنّاسَ عن كنيستهم فباتوا يصلّون عبر وسائل الإعلام خوفًا من نقل العدوى إلى بعضهم البعض. لكنّي أرى في ضبابيّة المأساة العالميّة أعجوبةَ لبنان المنهوب المسروق وعلى شفير إعلان إفلاسه، فالتّجهيزات الطّبّيّة والأدوية المطلوبة لمحاربة ذلك الفيروس كانت شبه معدومة ولكنّه بواسطة شفاعة تلك الأمّ السّماويّة استطاع أن يكون واحدًا من أقلّ البلدان تضرّرًا بفيروس كورونا مقارنة مع بلدان عمالقة في الطّبّ والتّكنولوجيا: كالولايات المتّحدة الأميركيّة وروسيا وإيطاليا وغيرها من البلدان المتطوّرة.

نعم يا سيّدي إنّنا نؤمن بشفاعة مريم عند ابنها ولكن علينا أن نفعل ما يأمرنا به. وتكريس لبنان لقلبها الطّاهر لم يكن وليدَ إرادة بشريّة كما يحلو للبعض، بل هو إرادة إلهيّة في نظر الكنيسة الّتي تمثّلونها يا صاحب الغبطة.

نعم نحن بلدٌ مريميّ بامتياز، فسيّدةُ لبنانَ أمّ لجميع اللّبنانيّين يأتونها من شماله وجنوبه، من جبله وساحله، فتكريس هذا الوطن لقلبها الطّاهر هو تكريس للشّعب كلّه، لما لهذه الأمّ من قيمة واحترام في الإنجيل والقرآن.

وفي الختام نردّد ما قاله سلفُكم المثلّث الرّحمات البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في رسالة الصّوم 2009: "ولنلتفت إلى العذراء مريم سيّدة لبنان، لنسألها أن تبسط ذراعيها على هذا الوطن وأبنائه، وترعاهم بعين العناية والعطف وتكونُ حاميتهم وإلى جانبهم فيما يتهدّدهم من ضيق ومخاطر. فهي الشّفيعة المشفّعة وأمُّ السّيّد المسيح وأمُّنا الرّؤوف الّتي تعوّد آباؤنا وأجدادنا أن يلجأوا إليها أبّان المحن والملمّات وما خيّبت يومًا، وجاءهم. تحقيقًا لما قاله القدّيس برناردوس "من كان للعذراء عبدًا فلن يدركه الهلاك أبدًا".

وأنهى تابت كلمته متمنّيًا أن يديم الرّبّ البطريرك الرّاعي "راعيًا وأبًا وخادمًا حكيمًا" ليقود سفينة لبنان إلى ميناء الخلاص بشفاعة مريم سيّدة لبنان.