لبنان
08 كانون الأول 2022, 11:20

الأب عبّود من القلب الأقدس- بدارو: نقدّم ما يفوق المليون خدمة لكن عدد المحتاجين ازداد كثيرًا

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبّود الكرمليّ بالقدّاس الإلهيّ السّنويّ لإقليم الأشرفيّة، في كنيسة القلب الأقدس- بدارو، فمناسبة اليوبيل الخمسين للتّأسيس، عاونه فيه منسّق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد، ومرشد إقليم "كاريتاس"- الأشرفيّة الخوري يوسف أبي زيد، بحضور فعاليّات ومسؤولي الأقاليم في "كاريتاس".

بعد الإنجيل، ألقى الأب عبّود كلمة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نحتفل اليوم  بالقدّاس الّذي أراده إقليم الأشرفيّة احتفالاً بالخمسين عامًا على تأسيس "كاريتاس لبنان" ونشكر كهنة الرّعيّة لاستقبالهم وترحيبهم بنا.

عندما نقف أمام الله نسأل: لماذا نحن هنا؟ هل لأنّ القدّاس يشكّل حدثًا اجتماعيًّا؟ بالطّبع، هذا خطأ، والخطأ يكمن في أن نخلط الأمور الاجتماعيّة بالأمور الرّوحيّة. فنحن هنا لأنّ لدينا إيمانًا، فلو لم يكن الله يعنينا لما كنّا هنا، نحن نشارك في القدّاس لأنّنا نلمس رهبة الله وحضوره هو الّذي يغيّرنا ويعطينا نعمه من طريق الصّلاة لأنّها تجعلنا تنضج إيمانيًّا وإنسانيًّا وروحيًّا لنعيش بسلام في المجتمع في طريقنا إلى السّماء.  

يقول أحد اللّاهوتيّين: "أنا أمسك الإنجيل بيد والصّحيفة باليد الأخرى وأقرأ كلمة الله في ضوء الأحداث"، إنّ ميلاد يوحنّا كان منذ ألفي عام والذّكرى تعود سنويًّا والكلمات تمرّ من دون أن يعلّق أيّ شيء في ذاكرتنا، وهذا خطأ، علينا أن تنوقّف عند مولد يوحنّا بحيث وضع الله معجزته في قلب الإنسان عندما أراد أن يحضّر شعبه لميلاد المسيح لأنّ الله يريد الخير لشعبه وليس الشّرّ، لكن علينا أن نصمت أمام معجزات الله ولا نناقش أو نشرح، وهذا ما يحصل معنا في "كاريتاس" إذ نعيش مصدومين أمام معاناة النّاس ووجعهم، لكنّنا مصدومون أيضًا أمام كرم الكثيرين الّذين يعطون بصمت من دون أن يعلم أحد، وهنا نلمس أنّ الله يتدخّل في تاريخ البشريّة في أوقات الضّعف وأوقات القوّة.

لقد أراد إقليم الأشرفيّة أن يحتفل بالذّكرى الخمسين والأكثريّة من الموجودين تعمل في "كاريتاس لبنان" من 162 فرعًا لـ"كاريتاس" منتشرة في 200 دولة، ذلك أنّ "كاريتاس" الدّوليّة تأسّست منذ 125 عامًا في ألمانيا، ثمّ انتشرت  في كلّ الدّول. وهذا يجعلنا جزءًا من الكنيسة العالميّة، وهذا يعني حضور الله في كنيسته الّتي تعرّضت للكثير من الاضطهادات خلال الألفي عام، لكنّنا لم نخف عليها لأنّ الله بناها وهو معها منذ قال لبطرس "إنّ أبواب الجحيم لن تقوى  عليها". في لبنان بدأت "كاريتاس" منذ 50 عامًا وقد مرّ عليها الكثير من الأزمات لكنّها كانت تعمل خلال الأزمات، لذلك نحن لا نخاف عليها بل على أنفسنا لأنّ عمل الخير فرصة. من هنا أقدّم التّهاني إليكم أنتم العاملين بصمت وقوّة من ضمن جهود "كاريتاس لبنان" الّتي تقدّم ما يفوق المليون خدمة من ضمن القطاعات الّتي تعمل ضمنها. لكنّنا اليوم أصبحنا مظلومين لأنّ عدد المحتاجين الّذين يطرقون بابنا ازداد كثيرًا، لذلك تغتنم المناسبة لشكر الأشخاص الّذين يقدّمون المساعدة لتعبيد باب السّماء الّذي يوصل إلى الله لأنّ يد الله معهم، كما قال الله عن يوحنّا "وكانت يد الله معه"، هذه اليد الّتي تعطينا القوّة والبسمة والصّمود.

هناك أشخاص أغنياء بالأموال لكنّهم فقراء بالأخلاق والمحبّة والنّعم والعطاء. وهناك أشخاص يحتاجون إلى الأموال لكنّهم أغنياء بالنّعم والمحبّة، والصّحيح أنّ علينا أن نجمع بين الأمرين لنكون على طريق الرّبّ وبرعايته".

وفي ختام الذّبيحة، كرّم الإقليم الرّئيسة السّابقة لإقليم الأشرفيّة ميرنا كوبتي لخدماتها في الرّابطة.