الأب طوني غانم الأنطونيّ: مريم يا فردوس نفسي!

"مريم يا فردوس نفسي أقول لك في عيد بشارتك

إنّ قلبي لك مسكنًا، كما كان قلبك مسكنًا ليسوع.

لقد صارت حياتي شعلة حبّ تعلن محبّتك للبشريّة.  

عيدك هو فرح الكثيرين وسرور قلبي، يا سيِّدة العالمين والمختارة من الله.

يا مريم  نتلمَّسُ منك اليومَ تعزيةَ في ضيقاتنا،

فأنت القادرة أن تبلسمي جراح يأسنا... لأنّ درب الجلجلة قد طال علينا وقد أصبحنا غرقى في مُحيطات آلامنا وأوجاعنا.  

فلأنّك بشارة الرَّجاء! كلُّنا أمل بأنَّ هذه المحنة ستنجلي، وبأنَّ عيد البشارة هذا، هو عيد نهاية الأزمات الّذي تلوح من خلاله رحمة الله في أفق سمائهِ الواسعة، والّتي تعكس في داخلنا روح الطّمأنينة والاستقرار والسَّلام.

مريم كلّكِ جميلة يا حبيبتي ولا عيب فيك...  

قد سبيت قلبي يا أختي العروس بإحدى عينيك،  

بقلادة واحدة من عنقك.  

فما أحسن حبّك يا أختي!  

وكم محبّتك أطيب من الخمر!  

نعم مريم

بشارتك هي قمّة الحبّ والعطاء والشّراكة

حبّ أقوى من أن تحتمله نفسي،  

حبّ أن تشاركنا به، لن يقلّ.

وإن تقاسمناه فهو يفيض.  

حبّ لا أجد كلمات لوصفه،  

أدهشني وجعلني عاجز أن أعبّر عنه إلّا به.

حبّي لك أصبح شخصًا وكيانًا، لأنّ الله هو هذا الحبّ.  

فالسّلام عليك يا مريم إلى دهر الدّهور، آمين."