الأب شربل بو عبود في زيارة للمطران الياس عودة مقدما لسيادته ايقونة من عمل وصنع انامل طلاب وأساتذة المعهد الفني الانطوني.. مؤكداً ان المطران عودة لطالما كان ولا زال صوت الحق وضمير لبنان!
ضم الوفد الى جانب الأب بو عبود المسؤول الاعلامي والعلاقات العامة في المعهد شربل بسطوري، الاعلامية ليا عادل معماري من قناة تيلي لوميار ونورسات والمستشارة الاعلامية للمعهد، وعدد من اساتذة المعهد.
بعد حفاوة الاستقبال، تحدث المطران الياس عودة بلغة ابوية نوه فيها بدور المعهد لا سيما في ابراز اهمية الايقونة وكتابتها في ظل التحديات التي تواجه الثقافة الفنية.
كما تطرق الى الوضع الراهن متمنيا ان تبصر الحكومة النور وان ينعم لبنان بالاستقرار والازدهار.
كما نوه بدور قناة تيلي لوميار، الدور الرائد في الاعلام المسيحي متحدثا عن بعض من سير القديسين كي يتقي منهم المؤمن ويسير على خطاهم.
اما الأب بو عبود فرد بكلمة جوابية شاكرا وقائلا:"
أن نَحُلَّ اليومَ في ضيافَتِكُم في هذا الصَّرحِ العَريق، لَوِسامٌ رَفيعٌ نُعلِّقُهُ على صَدرِ مَعهدِنا الفنِّي الأنطوني، واستقبالَكُم لنا، مع كَوكَبةٍ من أساتذةِ المعهد، يَحمِلُ في طيَّاتِه مَعانٍ كَثيرةً وأوَّلُها البُعدُ المَسكوني الذي يَجمعُنا سَويًّا تحت رعايةِ السيِّد المَسيح، ملكِ الكون وسَيِّد الأسياد، وثانيها مَحبَّتُكم الأَبويَّة التي تَجمعُ الشَّملَ بين أَفرقاء المُجتمع كافَّة، وإنَّنا نَعرفُ فيكُم حِكمَةَ الشُّيوخ وفِطنَةَ الحُكماءِ، فلقد كُنتم صوت الحق النابض بالحقيقة يوم خفتت الاصوات ، ولقد حافظتُم بكلمتكم على الوطن، فكنتم النِّبراسَ والمِتراسَ في وَجهِ الظلم، كنتُم وما زِلتُم صَوتَ الحَقِّ وضَميرَ لبنان؛ ويومَ خَيَّم ظلامُ الحربِ والاستبداد، كنتُم تكشحونَ الغُيومَ الداكنةَ بمواقفكم الصَّارِمة وصَلابةِ إيمانِكم بالوطن والمجتمع، فلم تسمحوا يومًا بأن يكونَ لبنانُ مَحطَّةَ صِراعٍ بينِ الدُّولِ، بل نادَيتُم بالدَّولةِ العادلةِ التي تُعاملُ أبناءَها بالتَّساوي ولا تُميِّزُ بينَ مُواطنٍ وآخر.
واضاف، لقد قفتُم مع اليتيم والمسكين وعَزَّيتُم المَحزونينَ والأراملَ وسَهرتُم على القطيع ، خوفًا من الذِّئابِ الخاطفةِ، فحَباكُمُ اللهُ بالكثيرِ من النِّعَمِ والعَطايا، وما زِلتُم حتى اليومَ تُشكِّلونَ الضَّمانةَ لَوطنٍ، جُذورُه مرت بأرزِهِ الصَّامد، مُنذُ الأجيال الغابرة، فالشُّكرُ لَكُم، والصَّلاةُ لنا من أجلِكم
وتابع، إنَّ مَعهدَنا الفنِّي الأنطوني يَطوي عامَهُ العاشر، بنَشرِ فنّ كتابةِ الأيقوناتِ المُقدَّسة، بحسبِ الأُصولِ اليونانيَّة القَديمة، في أجواءٍ من الصَّلاةِ والتأمُّل، وقد استَقطَبَ مَعهدُنا الكثيرَ من الفنَّانينَ المحلِّيينَ والعالميِّين، إن مِن اليونان أو روسيا أو أوكرنيا... وحَرِصنا على نَشرِ هذا الفنِّ المُقدَّس بالرُّغمِ من كُلِّ الظروفِ التي يَمُرُّ بها الوَطنُ، وما نزالُ، حتَّى اليوم، نَلتَمِسُ العثرات في تَشكيلِ الحُكومة، ونَسمَعُ من هنا وهناك التَّراشق السِّياسي، فيما البلاد على شفيرِ الانهيار... فمَعكُم يا صاحبَ السِّيادة، نَتطلَّعُ إلى لبنانَ وطنِ الرِّسالةِ، المُعافى من التَبعيَّةِ والمَحسوبيَّات ومِن الانقِسامات والتَّشرذُم، فالوَطنُ أمانةٌ واجبٌ علينا الحفاظَ عليهِ مَهما كَلَّفَ الأَمر.
صاحبَ السِّيادة، واجهَتنا صُعوباتٌ كثيرةٌ في نَشرِ الثَّقافةِ الفنيَّةِ، لتَبقى بيروتُ عاصِمَةَ الفَنِّ والجَمال، فكانتِ الأيقونَةُ التَّعزيَةَ الوحيدةَ التي تُبلِسمُ جِراحَنا وتَدفَعُنا قُدُمًا إلى الأمام، فهي النَّافذةُ التي نُطِلُّ بها على عالمِ السَّماوات.
وها نحنُ اليومَ، نتطلَّعُ وإيَّاكُم إلى تَعاونٍ بينَ ومَعهدِنا الفنِّي الأنطوني وبين جامعتكم الموقرة، ، علَّ ان تكون الرسالةُ تكونُ مُشتَركَةً، فيفتَحُ مَعهدُنا أبوابَهُ لاستقبالِ الرُّهبان وطُلاب اللاهوت وكُلِّ الراغبينَ في التَّعمُّقِ بهذا الفنِّ المُقدَّس العابقِ بأريجِ السَّماوات.
وختم، نطلبُ بَركتَكُم الأبويَّةَ ونَشكرُ حُسنَ استقبالِكم وقد شرَّعتُم لنا بابَ قَلبِكم، أطالَ اللهُ بعُمرِكُم وإلى سنينَ عديدة يا سيِّد وسَدَّدَ اللهُ خُطاكُم، لِما فيهِ خيرُ الأُمِّ الكنيسةِ والوطن.".
بعد ذلك، قدم الاب بو عبود للمطران عودة ايقونة من صنع انامل طلاب واسانذة المعهد.
وبدوره، خص المطران عودة كل عضو من اعضاء الوفد وتيلي لوميار بايقونة خاصة.
ووعد المطران عودة الاب بو عبود بزيارة المعهد الفني الانطوني قريبا والاطلاع على سير العمل التربوي فيه لا سيما في ما خص كتابة الأيقونات.