لبنان
28 حزيران 2021, 11:15

الأب خضره: لقاء روما يحمّل جميع اللّبنانيّين مسؤوليّة الإنقاذ ولا أحد يستطيع مساعدتنا إذا لم نساعد أنفسنا

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد رئيس اتّحاد أورا الأب طوني خضره أنّ لقاء روما المرتقب في 1 تمّوز المقبل يؤكّد أنّ السّياسيّين اللّبنانيّين فشلوا في إيجاد الحلول الإنقاذيّة للبلد. وأضاف أنّ دعوة قداسة البابا المرجعيّات الرّوحيّة إلى لقاء الصّلاة والتّشاور من أجل لبنان، يعكس أهمّيّة لبنان ووجوده على الخارطة الدّوليّة، ويحمّل اللّبنانيّين سياسيّين وكنيسة وشعبًا مسؤوليّة الخروج من الوضع الرّاهن.

كلام الأب خضره جاء خلال برنامج "جذور وكيان" مع الزّميلة ماغي مخلوف على تيلي لوميار ونورسات، الّذي يعرض مساء كلّ أحد السّاعة الثّامنة والنّصف مساء بالتّعاون مع "الاتّحاد الكاثوليكيّ العالميّ للصّحافة" (أوسيب لبنان).

وأشار الأب خضره إلى أنّ لقاء الأوّل من تمّوز هو محطّة مهمّة وانطلاقة أساسيّة للخروج من الأزمات ولكنّه ليس إلّا بداية الحلّ. وتابع أنّ فشل السّياسيّين اللّبنانيّين في إنقاذ الوطن هو الّذي أفضى إلى لقاء روما، وهو الّذي جعل البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي يطلق مبادرته الإنقاذيّة ويدعو إلى مؤتمر دوليّ حول لبنان. ومن هذا المنطلق، يجب على جميع اللّبنانيّين وبخاصّة المسؤولين السّياسيّين والرّوحيّين أن يعوا خطورة الوضع، ويعملوا على التّوحّد لمواجهة الأزمات، وإلّا لن ينفع معنا أيّ لقاء مهما كان مستواه. وسأل الأب خضره: "ماذا فعل المسيحيّون بأنفسهم وبوطنهم؟ ألم يتقاتلوا في ما بينهم؟ وشدّد على أنّ الأوان قد حان لأن يتّفق المسيحيّون ويضعوا خلافاتهم وراءهم لكي يستطيعوا إنقاذ لبنان. وحذّر الأب خضره من خطورة الوضع، منبّهًا إلى أنّ المخاوف من انعكاسات هجرة المسيحيّين تتزايد، وقد تصل بلبنان إلى ما حصل في العراق وسوريا، إذا لم يتمّ تدارك الأمر في أسرع وقت.

وأكّد الأب خضره على أنّ عمل اتّحاد أورا بجمعيّاته الأربع (أوسيب لبنان، لابورا، أصدقاء الجامعة اللّبنانيّة، ونبض الشّباب) يركّز منذ 21 سنة على حماية الحضور المسيحيّ في لبنان، وهو مستمرّ في هذا الأمر بالرّغم من صعوبة الوضع، مشيرًا إلى أنّ عمل الاتّحاد لم ولن يكون يومًا من منطلق الطّائفيّة أو التّعصّب، ولكن إيمانًا منه ومن جميع اللّبنانيّين مسيحيّين ومسلمين بأنّ الوجود المسيحيّ مهمّ جدًّا وأساسيّ للحفاظ على كيان لبنان الدّيمقراطيّ والتّعدّديّ الّذي بات فعلاً مهدّدًا بالزّوال.

وإختتم الأب بوضع جميع هذه المخاوف والتّحذيرات أمانة بين يدي كلّ بطريرك مشارك في لقاء روما، لأنّ لا الفاتيكان ولا أيّ دولة تستطيع مساعدتنا إذا لم نبدأ نحن بمساعدة أنفسنا.

ومن جهته، شدّد رئيس جمعيّة أصدقاء الجامعة اللّبنانيّة الدّكتور أنطوان صيّاح، على أنّنا نحن كلبنانيّين وكمسيحيّين خصوصًا، مسؤولون عن أنفسنا، ولن تنفع اللّقاءات الدّولية إذا لم نتّفق نحن على الأمور الأساسيّة للحفاظ على وطننا.

وأضاف أنّ المطلوب اليوم هو الضّغط على السّياسيّين ليبتعدوا عن النّكد السّياسيّ ويحاربوا الفساد. فالفساد هو علّة العلل في لبنان، وتكاد لا تخلو منه مؤسّسة رسميّة، وهو أمر يحول دون بناء الدّولة العادلة الّتي يطمح إليها الجميع.

 

وخلال البرنامج، كانت آراء لافتة لبطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك الكاثوليكوس جورج أسدريان، وعدد من الزّملاء الإعلاميّين، شدّدت على ضرورة الوحدة المسيحيّة والوطنيّة لإنقاذ لبنان، وعلى دور الفاتيكان والآمال المرجوّة من لقاء روما.

كما كانت مداخلة عبر سكايب من الولايات المتّحدة الأميركيّة  لرئيس منظّمة "من أجل الدّفاع عن المسيحيّين" توفيق بعقليني، الّذي أكّد على الجهود الّتي يبذلها اللّوبي اللّبنانيّ مع الإدارة الأميركيّة دعمًا للبنان وشعبه على جميع المستويات.