الأب جوزيف أبي عون: كارلو أكوتيس هو جمال وبهجة وحبّ ونقاوة
وكتب أبي عون: "لننتبه جيّدًا على الكلمات المميّزة الّتي عملَ البابا فرنسبس على انتقائها ليعطي للحالة الّتي عليها هذا الطّوباويّ الشّابّ الجديد مداها التّامّ والشّاسع في الرّوحيّ والإنسانيّ، والّتي أراد من خلالها، لعالمنا اليوم وخصوصًا لشبيبتنا الفاقدة البوصلة الحقّة في عالم الإنترنت والتّقنيّات الحديثة، أن تكون مدرسةً في البحث "عن القيم والجمال"، (رسالة البابا فرنسيس الموجهّة لشبيبة العالم وهي ثمرة المجمع الخاصّ الّذي انعقد للشّبيبة في تشرين الأوّل من السّنة الماضية 2019 وهي بعنوان "المسيح الحيّ" والّتي وقّعها في مدينة لوريتو في إيطاليا، مدينة العذراء مريم، في عيد البشارة من شهر آذار الماضي، وفيها يقدّم البابا كارلو أكوتيس مثالاً للشّبيبة وقدوةً في حسنِ بحثه في عالم الإنترنت عن "القيم والجمال")، فيقول فيها: "نَحْنُ متلقّون رغبة أخينا "دومينيكو سورِّنتينو رئيس أساقفة أسقف أسيزي- نُشّيرا أومبريا-غواردو تالدينو، ومن عددٍ آخر كبير من الإخوة في الأسقفيّة ومن كثيرين من المؤمنين، وبعد الحصول على رأي مجمع دعاوى القدّيسين، وبسلطتنا الرّسوليّة، نقبلُ بأنّ المكرّم خادم الله كارلو أكوستي العلمانيّ، وهو ببهجة الشّباب، قد زرع الصّداقة مع يسوع، واضعًا الإفخارستيّا وشهادة المحبّة في وسط حياته، إنّه من الآن وصاعدًا يُدعى طوباويًّا، وأنْ يُحتفلَ به كلّ سنة، في الأمكنة وبحسب القوانين المرعيّة الإجراء، في 12 من تشرين الأوّل، يوم ولادته في السّماء." (صادر من روما- اللاتران، في 10 أيلول من سنة الربّ 2020، فرانشيسكو، البابا).
ما أجملها صيغة وما أحلاها كلماتٍ تُشبهُ تمامًا جمال روح هذا الشّابّ وحلاوة حياته. إنّها بكلماتها الموجزة المُختصرة ترمي أن تكون بمثابة مشروعِ حياةٍ يوميّ متجدّد في الطّريقة الّتي نعيش فيها يسوع ونُظهرها في واقعنا. هي "هزّة ضمير" و"زكزكة في الإيمان" حول نمطيّة حياةٍ اعتدنا ربّما عليها وكادت أن ينتابها في بعض الأحيان شيء من الرّتابة والتّكرار العقيم.
"بهجة الشّباب"، "زرع الصّداقة مع يسوع"، "الإفخارستيّا وشهادة المحبّة في وسط حياته". إنّه طوباويُّ بهجة الشّباب، وزرع الصّداقة مع يسوع، وتناول الإفخارستيّا اليوميّ ونقل شهادة المحبّة في وسط حياته. بالطّبع قداسته لم يأتِ على ذكر أمر أيضًا أساسيّ في حياة هذا الطّوباويّ الصّغير "حبّه للعذراء مريم وتلاوته بوميًّا المسبحة الورديّة". وكان يعتبر بأنّ الطّريق نحو القداسة والسّماء تمرّ بالإفخارستيّا والاعتراف والعذراء مريم بصلاة مسبحتها الورديّة.
وما لفتني أكثر في هذه الصّيغة الإعلانيّة لتطويب هذا الفتى الإيطاليّ، هي إرادة البابا المباشرة في إظهار "علمانيّته"، "خادم الله كارلو أكوتيس العلمانيّ"، قاصدًا بذلك أنّ القداسة هي أيضًا دعوة للجميع، كون هذا الشّابّ مُعمّدًا وملتزمًا في الكنيسة بصفته العلمانيّة وليس شخصًا مكرًسًا في الكهنوت أو في الحياة الرّهبانيّة. هو مجالٌ واسع وعميقٌ للتّأمّل والتّشجيع بأنّ الله يضع نظره بدون استثناء على أيّ منّا.
كارلو أكوتيس هو جمال وبهجة وحبّ ونقاوة في عالم كاد أن ينسى الجمال والبهجة والحبّ والنّقاوة.
سأقف هنا وسأحاول في هذه المرحلة الكتابة عن هذا الطّوباويّ الجديد وإظهار ما اكتنزه في حياته القصيرة وتركه إرثًا روحيًّا كبيرًا للاستفادة منها والتّبرّك والتّشفعّ من صلاته."