مصر
12 شباط 2020, 09:45

الأب جريش: الحوار بين أتباع الأديان تعوزه الأخوّة والسّلام والعيش المشترك

تيلي لوميار/ نورسات
في الذّكرى السّنويّة الأولى لتوقيع وثيقة "الأخوّة الإنسانيّة"، دعا المتحدّث بإسم مجلس كنائس مصر الأب رفيق جريش إلى نشر الوثيقة بخاصّة في المؤسّسات التّعليميّة وأجهزة الإعلام المرئيّ والمقروء حتّى يطّلع عليها أكبر عدد من شعب مصر ولا يكونوا فريسة للأفكار الشّريرة والمسمومة.

هذه الدّعوة عبّر عنها الأب جريش في مقال نشره "المصريّ اليوم"، وقد كتب فيه: "بمناسبة مرور سنة على توقيع وثيقة "الأخوّة الإنسانيّة" بين قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر الشّيخ الدّكتور أحمد الطّيّب شيخ الجامع الأزهر في أبو ظبي في 4 فبراير 2019، وكان لي شرف حضور هذا التّوقيع بدعوة من علماء المسلمين والاشتراك في مؤتمر لهذه المناسبة التّاريخيّة.

نستطيع أن نعتبر هذا النّصّ وما فيه من مبادئ بوصلة لثقافة الحوار والتّعاون المشترك واكتشاف الآخر، فهذه الوثيقة هي نداء لإنهاء الحروب، كما تدين الإرهاب والعنف باسم الدّين وهذا ما نقرؤه في مقدّمة نصّ الوثيقة. بهذه المناسبة قال البابا: "لا مفرّ من أن نبني معًا المستقبل فالأديان لا يمكن أن تتنصّل من دعوتها الأساسيّة ببناء جسور بين الشّعوب والثّقافات، وقد جاء الوقت لكي تعمل الأديان على العمل بحماسة وشجاعة لمساعدة العائلة الإنسانيّة في النّموّ نحو المصالحة والرّجاء في سلام حقيقيّ".

هذه الوثيقة كان لها صدى عالميّ لأنّها ولدت من "الإيمان بالله أب كلّ البشر" كما قال البابا، ويقول وزير خارجيّة الإمارات الشّيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "فقد فتحت آفاقًا لمراحل جديدة في العلاقات بين الأديان".

ومن أجل تفعيل هذه الوثيقة شكّلت يوم 20 أغسطس 2019 لجنة مكوّنة من أعضاء مسيحيّين ومسلمين ويهود في أبو ظبي ومنوط لها بلورة العمل بما جاء في الوثيقة وتفعيلها في أرض الواقع محلّيًّا ودوليًّا وتنظيم لقاءات مع قادة الأديان والمؤسّسات الدّوليّة وشخصيّات مؤثّرة في المجتمع لتفعيل هذه الوثيقة، وقد اجتمعت اللّجنة في تاريخ رمزيّ وهو 11 سبتمبر 2019 في الفاتيكان لتكون الأيادي ممدودة والقلوب مفتوحة وقد صلّى الجميع من أجل ضحايا الإرهاب في 11 سبتمبر 2001.

في ديسمبر الماضي التقت اللّجنة برئاسة الكاردينال ميجال جويكسوت رئيس لجنة الحوار في الفاتيكان والمستشار محمّد عبد السّلام المستشار القانونيّ السّابق للإمام بسكرتير الأمم المتّحدة الّذي وعد بمساندة الأمم المتّحدة تلك الوثيقة والعمل بالمبادئ الّتي جاءت فيها ونشرها. كما بدأت مؤسّسات مختلفة في العالم دراستها مثل لقاء شباب مسلمين ومسيحيّين في مدينة Taize في فرنسا، كما اجتمع مجلس كنائس مصر مع الإمام الأكبر في مشيخة الأزهر للاستماع منه لشرح واف عن هذه الوثيقة، وكذلك في مدريد نظّمت طاولة مستديرة لدراسة هذه الوثيقة وغيرها من المبادرات تمّت خاصّة في الجامعات المصريّة.

بمناسبة مرور سنة على الوثيقة يعقد في أبو ظبي مؤتمر حول الوثيقة ومدى انتشارها وتطبيقها. وليس سرًّا الآن أنّ مسودّة هذه الوثيقة كتبت بأيد مصريّة؛ الأب يوأنس لحظي السّكرتير الشّخصيّ لقداسة البابا فرنسيس والمستشار محمّد عبد السّلام المستشار القانونيّ السّابق للإمام الأكبر. فمصر الّتي عرفت العيش المشترك تستطيع أن تشهد لخبرتها بيد اثنين من أبنائها، واحد مسيحيّ والآخر مسلم فنشكرهما على ذلك.

علينا في مصر أن ننشر هذه الوثيقة "الأخوّة الإنسانيّة" أكثر من ذلك وعلى أوسع نطاق، خاصّة في المؤسّسات التّعليميّة وأجهزة الإعلام المرئيّ والمقروء حتّى يطلع عليها أكبر عدد من شعب مصر الحبيب، وحتّى لا يكونوا فرّيسة للأفكار الشّريرة والمسمومة. فالحوار بين أتباع الأديان يقوم على الاحترام المتبادل والصّداقة المخلصة وتعوزه ثلاثة أشياء الأخوّة والسّلام والعيش المشترك".