لبنان
15 آب 2024, 10:30

الأب بيدرو لحّود كاهن مكرّم جديد على درب القداسة

تيلي لوميار/ نورسات
وافق مجمع دعاوى القدّيسين في روما قبل أشهر على دعوى تقديس الخوري بيدرو لحّود ابن بلدة سبعل في قضاء زغرتا، كانت قُدمتها الأبرشيّة التي انتمى إليها في فنزويلا.

 

الدعوى التي رفعتها الأبرشيّة التي انتمى إليها الأب بيدرو لحّود من سبعل-زغرتا، في فنزويلّا، حظيت بالقبول بسرعة كبيرة، لأنّ البابا فرنسيس وافق على فتح الدعوى، ما يعني انطلاق المرحلة الأولى من السير على درب القداسة. في هذه المرحلة، يتمّ التدقيق والتحقيق بالملفّ المرفوع وفقًا للقوانين الكنسيّة، على أن يُعلن صاحب الدعوى مكرّمًا بعد إثبات أنّه عاش الفضائل على نحوٍ بطوليّ، ومن ثمّ يُعلن طوباويًّا بعد اجتراح الله، أعجوبةً على يده، وبعد ذلك، قدّيسًا، أيضًا بعد إتمام الله معجزةً عبره (هذه المسيرة العاديّة).  

بلدة سبعل في قضاء زغرتا التي ولد فيها الأب بيدرو لحّود دعت، عبر موقعها، إلى الصلاة كي يُظهر اللهُ قداسة ابنها فيكون خير شفيع لها ولأبنائها المنتشرين في أنحاء العالم.

من هو الأب بيدرو لحّود؟

الأب بيدرو لحّود ابن بلدة سبعل، والده طنسا خليل لحّود ووالدته مريانة لحّود. وُلد في كاراكاس فنزويلّا في العام 1933. بعمر صغير جدًّا اصطحبه أهله إلى لبنان وعاش في منزله في سبعل حتّى سنّ 16 عامًا فعاد إلى كاراكاس، ومن ثمّ التحق بالكنيسة اللاتينيّة.

فور سيامته كاهنًا على مذابح الكنيسة اللاتينيّة، طلب من رؤسائه أن يذهب إلى الخدمة في منطقة تقع بالقرب من كاراكاس تُسمّى " جبل لاسيلسا"، وهي منطقة عاش فيها، في تلك الفترة، الفقراء والمعوزون والخارجون على القانون وقد انتشر فيها الفساد.

وبحسب ما أوردت البلديّة على صفحتها فقد "رفض مسؤولوه بدايةً خدمته في هذه المنطقة، لكنّه أصرّ وكان له ما يريد، فبشّر أهالي "جبل لاسيلسا"، وقدّم لهم الإيمان المسيحيّ والتعاليم المسيحيّة، وتحوّل إلى مُطالب بحقوقهم أمام السلطات في فينزويلّا. أمّن لهم مستلزمات العيش من كهرباء ومياه وعمل وغيرها من مقوّمات افتقدتها المنطقة.

 

عاش في الفقر طيلة حياته، فحوّل المساعدات التي أتته كلّها إلى الفقراء وأبناء "جبل لاسيلسا". عاش التقشّف لدرجة أنّه لم يرض بتغيير حذائه الممزّق وثيابه المشقّقة، مانحًا ما يأتيه من هدايا إلى أبناء رعيّته.

عاد إلى لبنان في زيارة سريعة لأشهر قليلة في العام 1970- 1971 وفي خلال هذه الزيارة، رفع الذبيحة الإلهيّة يوميًّاعلى مذبح كنيسة سيّدة الانتقال في سبعل وعاش بين أهله وأبناء بلدته.

في العام 1996 توفّي برائحة القداسة ودفن في "جبل لاسيلسا- كاراكاس".

يروى أنّه مات بسبب التعب والإرهاق من شدّة العمل والكدّ، وعند وفاته أراد أفراد عائلته، في فنزويلّا، دفنه في مقابر العائلة، غير أنّ أهالي "جبل لاسيلسا"، أصرّوا على أن تبقى رفاته بينهم، فتمّ دفنه في الجبل حيث علّم كلمة الحقّ ونشرها، "كلمة يسوع القائم من بين الأموات".