الأبعاد الأربعة لأهداف مجلس كنائس الشرق الأوسط واستراتيجيّاته
بداية رحّب الأستاذ غسّان شاهين بالدكتور ميشال عبس وهنّأه على إعادة انتخابه أمينًا عامًّا لمجلس كنائس الشرق الأوسط لولاية ثانية مدّتها أربع سنوات، وأثنى على الجهود التي بذلها في إدارة المجلس طيلة السنوات الأربع الماضية.
ثمَّ تحدّث الدكتور عبس إلى فريق مكتب دمشق، وقدّم شرحًا عن الأهداف والاستراتيجيّات المستقبليّة للمشاريع التي ينفّذها مجلس كنائس الشرق الأوسط، والتي يعتبر أبرزها مشروع البعد الزراعيّ الكنسيّ وهو عبارة عن مجمّعات سكنيّة ريفيّة تتعامل مع الزراعة والحرف، والهدف منه مساعدة الكنيسة على الصمود في وجه هجرة المسيحيّين، لأنْ، عندما يُصار إلى تأمين السكن والطعام للإنسان فإنّه لن يفكّر في هجرة وطنه.
أوضح الدكتور عبس الأبعاد الأربعة لأهداف مجلس كنائس الشرق الأوسط واستراتيجيّاته في المرحلة المقبلة:
1- البعد الحواريّ: يتمتّع المجلس بمصداقيّة عالية لدى الأديان الأخرى التي تثق بعمله، مؤكّدًا أهمّيّة حوار المجلس مع الأديان للتعريف أكثر عن دوره في القضية الفلسطينيّة والحرب الدمويّة الدائرة هناك.
2-البعد التشبيكيّ: لهذا البعد علاقة بالوحدة المسيحيّة، لأنّ المسيحيّة تشعّبت وأخذت أشكالًا مختلفة ويسعى المجلس إلى توحيد الكنيسة بالعمل وخدمة الآخر، ورابطة كلّيّات اللاهوت تجسّد شكلًا مهمًّا من أشكال الوحدة بين الكنائس المسيحيّة. العمل الإغاثيّ هو شكل آخر من أشكال الوحدة بين الكنائس، ويسعى مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى تأسيس رابطة للهيئات والإغاثة الكنسيّة".
3- البعد الإعلاميّ: أهميّة دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانيّة ونشر المحبّة والأخوّة في أنحاء الأرض كلّها. هنا، أشار الدكتور عبس إلى الجهود التي بذلها المجلس لخلق شبكة إعلاميّة مسكونيّة ترمي إلى توحيد الجهود والتعاون على مختلف الصعد الإعلاميّة، فقد عقد المجلس في 20 آب/أغسطس الماضي، لقاءً مسكونيًّا إعلاميًّا بحضور مجموعة من أصحاب الاختصاص في مجال الإعلام الكنسيّ من مختلف العائلات الكنسيّة ودول الشرق الأوسط.
4- الرصد الفكريّ الاجتماعيّ، والذي سيعمل من خلاله المجلس على قرع جرس الإنذار المبكّر للظواهر الاجتماعيّة الدخيلة على ثقافتنا وإيماننا والتي بدأت تفرض نفسها بقوّة على العالم.
أضاف عبس "نحن في المجلس نتعامل بمحبّة مع حاملي الظواهر والنزعات الدخيلة على قيمنا ومجتمعاتنا والتي نرفضها، ودور المجلس مهمّ في تعزيز القيم في مجتمعنا الذي منه نشأت المسيحيّة. لذا بدأنا بعقد الندوات، وسنعمل على تقوية دور الأبحاث المجتمعيّة لرصد أي ظاهرة غريبة على ثقافة المجتمع أو تضرّ به، وتاليًا دقّ جرس الإنذار على نحوٍ مبكر لحماية مجتمعنا والعالم".
أثنى د. عبس على الجهود التي يبذلها العاملون في مجلس كنائس الشرق الأوسط لإيصال الخدمات الإغاثيّة إلى مستحقّيها، وتنفيذها بطريقة تعكس شعار المجلس "الخدمة بكرامة"، بما أنّ لا شيء يعادل كرامة الإنسان، "وهذا جزء من ثقافتنا كمسيحيّين"، وأوضح أنّ التمويل الذي يقدّمه شركاء المجلس ناتج عن حسن أدائه في رصد حاجات المجتمعات وتنفيذ المشاريع على الأرض بفعاليّة وشفافيّة.