الأباتي مبارك: لن نتخلّى لا عن مسيحيّتنا ولا عن أرضنا
في عظته، شدّد الاباتي مبارك- وبحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"- على "أهمّيّة الوحدة المسيحيّة في الصّلاة والعمل والتّعاون الّتي تتجلّى في المؤتمر المسيحيّ الدّائم، وقال: "نلتقي هنا تحت لواء أورا ولابورا اللّتين تعنيان الصّلاة والعمل، وهما القاعدتان الذّهبيّتان للحياة الرّهبانيّة الّتي أعطت على مرّ الزّمئ نهضة الحياة الرّوحيّة والمدنيّة. نلتقي كذلك تحت لواء المؤتمر المسيحيّ الدّائم الّذي يتشكّل من كلّ هذه المجموعات المتنوّعة تحت شعار "ما أجمل أن يجتمع الأخوة معًا" وفي هذا الصّرح التّربويّ العريق الّذي اتّخذ التّجدّد عنوانًا له هذا العام. والتّجدّد يعني العودة إلى الجوهر النّقيّ لنستقي منه مسيرة حياتنا الآتية، فنصرخ كما صرخ الرّسل: وجدنا المسيح، ونغرف منه التّجدّد والانطلاق من جديد في هذا الزّمن الصّعب، فنكون فيه نيرات تدلّ كلّ إنسان نلتقي به على يسوع المسيح. أندراوس صرخ لأخيه بطرس: وجدنا المسيح. فما سرّ هذه الصّرخة؟ السّرّ الأوّل هو اللّقاء بالرّبّ يسوع أيّ الدّخول معه في علاقة عميقة، والسّرّ الآخر هو لمسة الرّبّ لقلوبنا وهي اللّحظة الّتي لا تنسى فتصبح أبديّة وتعطينا الثّبات مهما كانت الصّعاب والتّحدّيات.
هذه الصّرخة تنطبق علينا نحن المجتمعين اليوم، وفي قصّة حياتنا ورسالتنا الّتي نلتقي حولها أربعة فصول:
الفصل الأوّل، فيه أنّنا وجدنا المسيح، ولكن يجب أن ننفتح على المسيح كي يعمل فينا ولو كان عددنا قليلاً. الفصل الثّاني هو إدراكنا أنّ لدينا قضيّة نجتمع حولها ونحملها ونحبّها والأهمّ نؤمن بها، كي نتماسك مع بعضنا البعض ونستطيع أن نضحّي من أجلها. قضيّتنا هي أنّنا مسيحيّون نحمل رسالة في قلب الشّرق، ولن نتخلّى لا عن مسيحيّتنا ولا عن أرضنا. الفصل الثّالث في قصّتنا يتضمّن أن نعمل معًا متّحدين بقلب واحد وفكر واحد رغم التّنوّع وأن نصبر لأنّ جوهرنا هو أنّنا وجدنا المسيح ورسالتنا الّتي نتمسّك بها هي إيماننا وأرضنا. أمّا الفصل الرّابع فهو المشاكل والتّحدّيات الّتي تواجهنا، عددنا الّذي يتناقص، الصّعاب المتنوّعة... ولكن نتذكّر دائمًا أنّنا أقوياء بالّذي يقوّينا. صرخة وجدنا المسيح هي كنزنا الّذي يجب ألّا نضيعه."
وأنهى عظته بقصّة وعبرة تتحدّث عن "شجرة تفّاح اشتكت يومًا للفلّاح من بشاعتها أمام جمال شجرة الميلاد المزيّنة، فقال لها الفلّاح إنّ شجرة الميلاد تعود عاديّة إذا نزعت عنها الزّينة الخارجيّة، أمّا أنت فتحملين بداخلك نجمة هي بذرتك الّتي تعطي الحياة دائمًا". وقال: "يجب أن نعود إلى هذه النّجمة في داخلنا وهي ثمرة الإيمان بيسوع المسيح ونعمته، نحملها في آنيّة من خزف ولكن نتّكل دائمًا على الرّبّ الّذي يقوّينا."
في ختام القدّاس، شكر الأب خضره عائلة المؤتمر ومن ساهم في إنجاح اللّقاء، وشدّد على أنّ "الوحدة المسيحيّة هي خشبة الخلاص للمسيحيّين وللبنان، وأنّ نجاح المؤتمر المسيحيّ الدّائم يكمن في العمل كفريق وتحويل التّنوّع من سبب للخلاف إلى غنى للتّطوّر والخدمة".
ثمّ قدّم الأب خضره الرّئيس الجديد للاتّحاد الكاثوليكيّ العالميّ للصّحافة- لبنان الدّكتور بسّام لحود الّذي انتخب أخيرًا خلفًا له على رأس الاتّحاد، شاكرًا له التّطوّع لتسلّم هذه المسؤوليّة، متمنّيًا أن "يتقدّم آخرون لترؤّس لابورا واتّحاد أورا، "لأنّ المؤسّسات الّتي ترتبط بشخص تسقط، والاستمراريّة هي في التّعاون والعمل الفريقيّ المشترك".
ثمّ كانت كلمة للدّكتور لحّود شكر فيها للجميع ثقتهم، مؤكّدًا أنّه سيقدّم كل ما في وسعه لخدمة الاتّحاد.
بعد الذّبيحة الإلهيّة اجتمع المشاركون حول كوكتيل للمناسبة.