08 تشرين الثاني 2015, 22:00
افرام الثاني في زيارته الاولى لبيروت: على المسلمين والمسيحيين أن يعملوا معا
(نورسات الاردن - زينيت) ترأس البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني قداسا في اول زيارة راعوية له لابرشية بيروت بعد تنصيبه بطريركا على أنطاكيا ورئيسا أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، في مطرانية السريان الارثوذكس في السيوفي، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب باسم الشاب، رئيس الحكومة تمام سلام ممثلا بالوزير آرتور ناظاريان، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالأستاذ كميل منسى، الرئيس أمين الجميل ممثلا بالنائب نديم الجميل، الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب سيرج طور سركيسيان، وزير السياحة ميشال فرعون ممثلا بالأستاذ نبيل براكس، السفير الباباوي كبريال دي كاتشيا، الأمين العام ل”حزب الطاشناق” النائب آغوب بقردونيان، رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع ممثلا بالأستاذ غسان نداف، رئيس “حزب الحوار الوطني” فؤاد مخزومي، رئيس “حزب الإتحاد السرياني” ابراهام مراد وأعضاء الحزب، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالعميد الركن إدمون غصن، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلا بالعميد لبيب عشقوتي، رئيس حزب الهانشاك الأستاذ اليكسان كوشكريان، كاثوليكوس الأرمن الاورثوذكس آرام كشيشيان ممثلا بالمطران نوراير أشكيان، المطارنة كيرلس بسترس، ميشال قصارجي وجورج أسادوريان، رئيس مجلس بلدية بيروت ممثلا بالأستاذ جورج خوري وأعضاء مجلس البلدية ومخاتير، بالاضافة الى جمع من الآباء والرهبان والراهبات، والجمعيات والمؤسسات العاملة في الأبرشيات السريانية في لبنان
كورية
والقى مطران بيروت للسريان الارثوذكس دانيال كورية كلمة قال فيها: “لقد شاءت العناية الإلهية وفي السابع والعشرين من آذار عام 2014 أن نودع من هذه الكنيسة المقدسة بالذات، كوكبا وضاء سطع في سماء الكنيسة المجاهدة على الأرض لحقبة من الزمن، بعد أن جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعي وحفظ الإيمان، الطيب الذكر والمثلث الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص، ولكن الله افتقد شعبه وكنيسته عاجلا وأرسل روحه القدوس ليختار قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني ليكون خير خلف لخير سلف، فاختار قداسته هذه الكنيسة المكرسة على اسم شفيعه، شمس السريان ونبيهم وكنارة الروح القدس مار أفرام، ليحتفل فيها بقداسه الحبري الأول بعد تنصيبه بطريركا على أنطاكية ورئيسا أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، وذلك في الأول من حزيران عام 2014، فكان ذاك الاختيار شرفا وتكريما لأبرشيتنا عموما ولأبناء هذه الكنيسة خصوصا”.
أضاف: “اليوم وبعد مضي عام ونصف تقريبا، أحببتم يا صاحب القداسة أن تزوروا أبناءكم في أبرشية بيروت زيارة تفقدية أبوية ورعوية أولى، فيسعدنا ويفرحنا ويشرفنا اليوم جميعا، مطرانا وكهنة وشمامسة ومجلسا مليا وجمعيات ومؤسسات ومؤمنين، أن نصرخ عاليا: تعال بالسلام أيها الراعي الصالح والمدبر الحكيم، ومع أطفال المدينة المقدسة أورشليم هاتفين، مبارك الآتي باسم الرب. مبارك هو قدومكم إلينا يا صاحب القداسة، إذ بقدومكم إلينا بزغ نور شمس أنطاكيا علينا ليسطع في أرض الأشرفية، أشرفية العزة والنضال والشرف والصمود، أشرفية الوفاء والشهادة والإخلاص، الأشرفية التي ارتوت بدماء الشهداء السريان فأضحت عرين السريان وتاريخهم المجيد المخضب بدماء شهدائهم الذين زرعوا أجسادهم ونثروا دمائهم قربانا على مذبح الوطن لبنان، دفاعا عن إيمانهم وكرامتهم ووجودهم، الأشرفية التي كانت وستبقى منارة لبيروت أقدم عواصم العالم وعروسهم، وستبقى حاملة وحامية للارث اللبناني والمسيحي الأصيل في هذا الشرق المعذب والذي يريدون سلبه هويته ومسح تاريخه وأصالته”.
وتابع متوجها الى البطريرك: “مذ جلستم سعيدا على الكرسي الأنطاكي البطرسي لقيادة الكنيسة، وأنتم تسيرون على خطى مخلصنا وفادينا يسوع المسيح، حاملين صليب الرعايا والخدمة والرئاسة، متمثلين بمحبته وعطائه وتضحيته، فكنيسته التي افتداها بدمه الثمين تعيش في قمة آلام الجلجلة وتعاني أقسى ظروف الحياة من حروب واضطهادات وقتل ودمار وعذاب وتهجير وتطهير عرقي وديني يعرض المؤمنين للإبادة والإنقراض، ناهيك عن الخوف والترهيب الذي يسببه خطف المؤمنين العزل والرموز الدينيين الأبرياء، ولا سيما حبرينا الجليلين العزيزين المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، والذين مضى على اختطافهما أكثر من سنتين ونصف، وذكرنا الدائم لهم هو أقل وأبسط ما يمكننا عمله كي لا تنسى محنتهم، وبكوني منسقا للجنة البطريركية الخاصة التي عينتموها قداستكم لمتابعة هذا الملف الحساس والشائك، والذي نعمل عليه وعلى مدار الساعة من دون كلل أو ملل وبصمت وحذر وتفائل، لذا أرجو متابعة دعمكم وتشجيعكم لنا، وبعونه تعالى ستكون جهودنا المكثفة مثمرة بالرغم من تأثر عملنا وتعرقله بالمتغيرات الجيوبوليتيكية في المنطقة، وإنشاء الله سنكون من المبشرين بالإفراج عنهما قريبا، هذا الخبر السعيد الذي ينتظره شعبنا السرياني خصوصا وشعبنا المسيحي عموما بفارغ الصبر والصلاة، ونطلب من الرب أن يستجيب لصلواتهم وصلواتنا، كما ونأمل من كل أصحاب النوايا الصالحة والضمائر الحية وأصحاب النفوذ بأن لا يألوا جهدا في المساعدة بهذا الموضوع”.
وقال: “إن إعلانكم لهذه السنة بالمئوية الأولى لمجازر الإبادة السريانية (السيفو) هو تذكير لما عاناه آباؤنا وأجدادنا السريان والأرمن والآشوريون والكلدن من مآسي على يد السلطة العثمانية الغاشمة في تركيا قبل مائة عام، كما وكان تعزية لنفوس المؤمنين الذين مازالوا متشبثين بأرض آبائهم وأجدادهم ويرزحون تحت نير الألم والموت والاضطهاد في سوريا والعراق والأراضي المقدسة، ولكي تبقى تلك الأحداث القاسية حية في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا، وإكراما وتخليدا وتقديسا لضحاياها أقمنا نصبا تذكاريا أمام باب الكنيسة وستقومون قداستكم بإزاحة الستار عنه بعد انتهائنا من القداس الإلهي”.
وختم: “نهنئكم يا صاحب القداسة بالذكرى الثلاثين لسيامتكم راهبا وكاهنا، كما ونصلي ونطلب من إلهنا القدوس، لأن يحميكم ويحفظكم ويزودكم بكل نعمة وقوة سماوية لتسيروا على خطى أسلافكم الميامين وتقودوا كنيستنا المقدسة إلى شاطئ الأمان والسلام، وأن يديمكم لنا ولكل السريان في العالم بركة ومعلما وراعيا صالحا”.
افرام الثاني
وألقى افرام الثاني عظة أكد فيها أن “منطقة الشرق هي منطقة عزيزة على قلوبنا وفيها تجذرنا وترعرعنا، وسنبقى فيها الى نهاية الأزمنة”، متسائلا “كيف نستطيع أن نعيش دون أن نرى وجه الله في كل شخص منا؟ لماذا لا نعمل على رفعة الآخر وسموه بدلا من القضاء عليه”، ومضيفا: “ما من أحد في الدنيا يحق له تدمير البيوت والمنازل وخطف الابرياء واهانة كرامات الناس، فمن هنا نصلي من أجل صون حقوق الانسان وكرامة البشرية”.
وصلى “من اجل عودة كل المخطوفين واطلاق سراح المأسورين وفي طليعتهم المطرانان بولس يازجي ويوحنا ابراهيم”، مهنئا كنيسة المشرق الآشورية ب”اطلاق سراح 37 شخصا من أبنائها المختطفين في قرى الخابور”.
وفي الشق اللبناني، أوضح البطريرك أن “مدينة بيروت تحمل في طياتها جذور أنطاكية والسريان، ويجب على المسلمين والمسيحيين أن يعملوا مع بعضهم البعض بروح الشراكة والأخوة من أجل صون لبنان ووحدته”.
وفي ختام عظته، سأل الله “أن يمن على لبنان وسوريا والعراق والمنطقة بالأمن والسلام”.
وبعد القداس ازاح البطريرك الستارة عن نصب شهداء الطائفة السريانية، واضاء الشعلة ثم استقبل المهنئين في صالون الكنيسة.