الأردنّ
30 تشرين الأول 2015, 22:00

استمرار نزوح المسيحيين في أربيل و تحسن أوضاع من بقي

(نورسات الاردن - اليتيا) بعد أكثر من عام على طردهم من أرضهم بسبب الدولة الإسلامية لم يعد المسيحيون ممن وجدوا ملجأ في كردستان على أمل بالقدرة على العودة إلى الموصل و سهل نينوى في وقت قريب.و قد أكد المطران الكلداني في أربيل بشار متي وردة هذه الحقيقة القاسية. و قال لعون الكنيسة المتألمة:”إن الناس يخدعون أنفسهم بالظن أن المناطق المحتلة ستتحرر بسرعة. في هذه الأثناء تحاول الكنيسة أن تجعل من الممكن لهم أن يبقوا في العراق. فعندما يرى الشعب أن الكنيسة تبذل جهدها بالنيابة عنهم فسيفكرون مرتين قبل المغادرة”.
و مع ذلك تختار الكثير من العائلات الهجرة إلى الغرب و بلدان أخرى. و أكد الأسقف أنه “كان لدينا العام الماضي 13500 عائلة مسيحية لاجئة مسجلة في المطرانية. لا يوجد الآن سوى حوالي 10000. و هذا يعني أنه لم يبقى سوى 3000 عائلة في العراق. إن أخبار تدفق اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا تثير أيضاً المجتمعات المسيحية في العراق و كردستان.
و قال المطران:”إننا نشعر بآثار هذا التطور في أوروبا. و بالطبع فقد علم الناس بهذا و يعتقدون أن بوابة العبور إلى أوروبا مفتوحة على مصراعيها”. و أضاف أنه لاحظ زيادة في نسبة الهجرة من العراق بسبب الأحداث في أوروبا. “و مع ذلك (فالتطورات في أوروبا) لا تسهّل من عملنا في إقناع الناس في البقاء”.
على الأقل فظروف اللاجئين المعيشية في كردستان قد تحسنت بشكل كبير و تمت تلبية معظم احتياجاتهم الإنسانية الملحّة. “لم يعد أحد مجبر على الإقامة في الخيام كما حدث العام الماضي. فأغلبهم يقيم الآن في كرفانات أو في شقق قمنا باستئجارها”. و أشار المطران وردة إلى أنهم تمكنوا من “بناء 8 مدارس و تشغيلها بحيث لم يتبقى أطفال دون مدارس. و أخيراً فإن الشبكة التي تورّد لنا الأغذية تعمل بسلاسة. و تتلقى كل عائلة سلة غذائية كل شهر”.
إلى جانب المساعدات الإنسانية تأتي الرعاية الراعوية لتلعب دوراً حاسماً كذلك:”في الآونة الأخيرة أقمنا مهرجان الإيمان بمشاركة 1200 شخص. ما أثارني بشدة هو قصص الناس. تحدث الكثير من الشباب عن الأوقات المظلمة التي أجبروا على المرور بها. بعد كل شيء عندما هربوا خسروا الأمل و الفرح و الثقة و الأحلام لا منازلهم فقط”.
“ومع ذلك فعندما رأوا أن الكنيسة معهم، و الكهنة و الراهبات يقفون إلى جانبهم، فقد تشجعوا مرة أخرى. عاد إيمانهم. قد يكونوا قد خسروا منازلهم لكن على الأقل إيمانهم حي”.
ومع ذلك يرى المطران وردة أن عدد المسيحيين في العراق مستمر بالانخفاض:”إن الوضع خطير. إننا ككنيسة نفعل ما في وسعنا. على المدى الطويل، مما لا شك فيه فأولئك الذين بقوا لديهم رسالة. مسيحيو العراق ينتمون إلى هذه الأرض. من واجبنا أن نبني الجسور و نعيش القيم المسيحية. و إن حلمي أن نصلي الصلاة الربانية جنباً إلى جنب مع غير المسيحيين. فرسالة الصلاة الربانية هي أن الله يحب كل شعبه”.
قدمت عون الكنيسة المتألمة الدعم للمسيحيين في العراق لسنوات عديدة. و كثفت التزامها و جهودها منذ بداية أزمة اللاجئين المسيحيين. في عام 2014 و خريف 2015 أنفقت أكثر من 11 مليون دولار أمريكي لاستئجار أماكن المعيشة و بناء المدارس و توفير الغذاء.