إبن اللّه قُدّم إلى الهيكل...
تحتفل الكنيسة اليوم بعيد تقدمة المسيح إلى الهيكل، وتكريسه لله بعد ولادته بأربعين يومًا وتتميمه الشّريعة المفروضة على الخطأة، ليعلّمنا التّواضع ونبذ الكبرياء.
عيد تقدمة الطّفل يسوع إلى الهيكل، يُذكّرنا، بحسب البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، أنّ الحياة البشريّة هي عطيّة من الله يُعطيها بواسطة الوالدين، ويستردّها ساعة يشاء.
خضوع مريم ويوسف لمشيئة الرّبّ، وتقديمهما ولدهما البكر له، إقرار لأولويّة الله على الخلق كلّه وأنّ الحياة قيمة مقدّسة أوكلت إلى كلّ والد ووالدة للحفاظ عليها وتنميتها بمسؤوليّة. كلّ عائلة مدعوّة إذًا، للّتشبّه بعائلة يسوع المقدّسة، المتمّمة للشّرائع، لتكون الكنف الحاضن لأطفالها بتواضع وتقوى، فتصبح مثالًا للطّاعة اللّامتناهيّة، متصدّية لأيّ تفكّك أو رفض لمشيئة الله.
كلّ مسيحيّ مدعوّ اليوم للخضوع لشرائع الله على مثال الطّفل القدّوس الذّي قُدّم إلى الهيكل، فلنتأمّل بهذه الذّكرى المُقدّسة علّنا نرى في حدث تقديمه، استباقًا لتقديم ذاته ذبيحة عن العالم وإتمامًا لخلاص البشريّة...