لبنان
27 كانون الأول 2024, 12:15

ابراهيم: دعوة الميلاد الأساسيّة أن نكون أدوات سلام وفرح في عالم يمزّقه الألم والانقسام

تيلي لوميار/ نورسات
ذكّر رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم المؤمنين المشاركين في قدّاس الميلاد في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة، بأنّ الميلاد ليس مجرّد ذكرى تاريخيّة بل واقع مستمرّ يدعوهم للتّجدّد والاتّحاد.

وتعمّق ابراهيم أكثر في معنى العيد في عظته الّتي قال فيها تفصيلًا بحسب إعلام المطرانيّة: "في ليلةٍ مباركة كهذه، نجتمع تحت قبّة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، مكلّلين بروح الفرح والرّجاء، لنحتفل بميلاد المخلّص، يسوع المسيح. نتأمّل في سرّ التّجسّد العظيم، حيث تجلّى حبّ الله لنا، وأصبح كلمة الحياة نورًا ينير ظلماتنا.

في هذه الأيّام الّتي تلت الحرب والدّمار، تزيّنت زحلة بأبهى حللها الميلاديّة، وشهدت نشاطات لا مثيل لها من رسيتالات وزينة أضاءت الشّوارع والقلوب. كانت زحلة، كعادتها، منارةً تُعلن رسالة الميلاد، تجمع أهلها وزوّارها في وحدة مفعمة بالفرح. هذا الجهد الجماعيّ يذكّرنا بدعوة الميلاد الأساسيّة: أن نكون أدوات سلام وفرح في عالم يمزّقه الألم والانقسام.

ميلاد المسيح ليس مجرّد ذكرى تاريخيّة؛ إنه واقعٌ مستمرٌ يدعونا للتّجدّد والاتّحاد. كما ذكرت في رسالتي الميلاديّة: الميلاد هو دعوة للمصالحة والسّلام. في هذه اللّيلة، نتذكّر أنّ الطّفل الإلهيّ وُلد ليُعيد لنا الكرامة، ويحرّرنا من قيود الخطيئة، ويمنحنا رجاءً جديدًا. فما قيمة الأضواء والزّينة إن لم يكن قلبنا منفتحًا لقبول هذا النّور؟

زحلة، الّتي أبهرت الجميع بنشاطاتها الميلاديّة، تقدّم درسًا لنا جميعًا: حتّى في أحلك الظّروف، يمكن للإنسان أن يكون شاهدًا للنّور. هذا النّور لا يأتي فقط من الزّينة الخارجيّة، بل من القلوب الّتي تعمل بفرح وسخاء لإحياء رسالة الميلاد. نحن مدعوّون اليوم لنكون مثل زحلة، منارات تنقل فرح الميلاد لكلّ من حولنا.

وكما جاء في رسالة الميلاد أيضًا: السّلام يبدأ مع الله، ويمتدّ إلى الذّات، ثمّ إلى الآخر. نحن في لبنان، وفي زحلة تحديدًا، مدعوّون إلى أن نجعل الميلاد فرصة لتجديد التزاماتنا نحو الوحدة مع كلّ لبنان والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل. تمامًا كما توحّدت الجهود لإحياء هذه النّشاطات الميلاديّة، فلنوحّد قلوبنا في المحبّة والإيمان.

ميلاد المسيح هو تأكيدٌ على أنّ الله معنا دائمًا، في أفراحنا وأحزاننا. دعونا نأخذ هذا الرّجاء ونجعله شعلةً تضيء حياتنا، تمامًا كما أضاءت زحلة بنورها. فلنحمل هذا النّور إلى من حولنا، ونكون شهودًا أحياء لحضور الله في حياتنا اليوميّة.

في هذه اللّيلة، وفي ظلّ الفرح الميلاديّ الّذي يغمر مدينتنا، ندعو الله أن يمنحنا القوّة لنكون أدوات سلام ومصالحة. لنصلِّ معًا من أجل لبنان، ليكون ميلاد هذا العام بداية جديدة، ميلادًا للسّلام والوحدة والفرح الحقيقيّ.

المسيح ولد! فمجّدوه."