الأردنّ
06 أيلول 2016, 09:24

إنتظارات وآمال مرتبطة بنتائج جمعية مجلس كنائس الشرق الاوسط العامّة

في توقيتٍ مصيريّ للحضورِ المسيحيّ في الشرق حيث يتمزّقُ أبناؤه ويتألمُون ويتشرذمُون بسببِ الاضطهادِ المبرمجِ، لتفتيتِهم وتشتيتِهم في بقاعِ العالم، انتظاراتٌ جدّيةٌ ومسؤولةٌ، مطلوبةٌ اليومَ أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى. فما يجري على السّاحةِ من قتلٍ للأبرياء وتدميرٍ للمعالمِ الدينية التاريخية والحضارية، لم يعد مقبولاً، والردّ عليه بمجرّد إرسالِ بياناتِ استنكارٍ أيضاً، باتَ أمراً غيرَ فاعل.

 

أمّا وقد التأمتِ اليوم الجمعيةُ العامّةُ الحادية عشرةَ لمجلس كنائس الشرق الأوسط الذي تأسّس في عمّان منذ اثنتين وأربعين سنةً، تحت شعار: " إحمدوا الربَّ لأنّه صالحٌ الى الأبد رحمتَه"، فإنّ المطلوبَ كثيرٌ من الجلساتِ المتخصّصةِ لمناقشةِ تقاريرِ اللّجانِ عن عملِ المجلسِ في السنواتِ الأربعِ السّابقةِ واستراتيجيةِ المرحلةِ المقبلة.

في العام ١٩٧٤ تحوّل من "مجمع كنائس الشرق الأدنى" الى مجلس يضم ثلاث عائلات كنسية كبرى في الشرق هي: الإنجيلية، والأرثوذكسية الشرقية، والأورثوذكسية البيزنطية. ثمّ انضّمت الى المجلس، بمبادرة تاريخية تمّت بين العامَين ١٩٨٩ و١٩٩٠، الكنائسُ الكاثوليكيةُ الشرقية السبع والمؤلّفة من: الكنيسةِ المارونية والملكية الكاثوليكية والأرمنية والسريانية والقبطية والكلدانية واللاتينية. وبذلك يتكوّن المجلس اليوم  من أغلبيةِ مكوّناتِ مسيحيي المشرق.

 وهذا العام سيتمُّ طرحُ مواضيعَ بعيدة عن الروتين الإداري والمالي وعرضٌ للبرامج المُعتَمَدة. فبعد تقرير مفصّل من الامين العام للمجلس الأب ميشال جلخ حول أوضاع المجلس، ستحضرُ مسألةُ حاضرِ الوجودِ المسيحي في الشرق ومستقبلِه.

أدوارٌ مصيريةٌ مهمّةٌ لعِبَها المجلسُ لاسيّما في إطلاق الحوار المسيحي الإسلامي وتطويره، وكان من أبرزِ المدافعين عن عددٍ من القضايا نذكر منها القضية الفلسطينية والغزو الاميركي للعراق، والصراعات الدائرة في دولٍ عربية عدّة كحربِ تموز العام ٢٠٠٦ في لبنان. ويدعمُ المجلسُ مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والأردن ولبنان. ويقدّم اليوم المساعدة للّاجئين السوريين والعراقيين.

 إلاّ أنّ الانظارَ شاخصةٌ اليومَ عليه، والانتظاراتُ تكتملُ بعد استبيانِ الحلولِ لمعالجةِ الازماتِ الراهنةِ، ورسمِ أُطُرٍ عمليةٍ وملموسةٍ لمستقبلِ الوجودِ والشهادةِ المسيحيَين في الشرق. ومواجهة تحدّيات الانقسام منذ بدايات الكنيسة، من خلالِ تفعيلِ التنشئةِ المسكونيةِ، لنشهدَ على وحدةٍ حقيقية للكنائس تشكّلُ أداةَ وحدةٍ حقيقيةٍ، تبني جسراً للتواصل.

وليبقى المجلسُ رائداً في الدّفاع عن حقوقِ الإنسان، تبقى الدعوةُ مفتوحةً لتحقيق العدالة والمساواة في المواطنة في دول الشرق الأوسط، ولتفعيلِ عملِ مجلسِ كنائسِ الشّرق، ولتقديمِ أعمالٍ ملموسةٍ وأكثرَ فعاليةً حيال شهادةِ المسيحيين ودمائِهم.