دينيّة
11 آذار 2018, 14:00

إلحاد، انفصال، ألم.. فإيمان!

ماريلين صليبي
في عائلة ملحدة كبرت لتكبر هوّة الظّلام المُرّة في حياتها، هي أميلي التي تكرّست للرّبّ بعد أحداث طبعت مسيرتها بالصّلاح.

 

لم يغب المسيح عن روحها أبدًا، فهو كان موجودًا في داخل قلبها يخفيه الإلحاد وتغفّيه لامبالاة زوجها الذي كان منهمكًا بالأعمال لدرجة يفضّل فيها النّوم أيّام الآحاد بدل المشاركة في القدّاس.

إذًا الشّرارة الإيمانيّة في نفس أميلي لم تشعلها بعد الممارسات الصّادقة واللّقاء المنتظر مع الرّبّ، فالزّواج كلّل نمط حياتها بالسّرعة والأمومة لطفلين بعّدتها عن الصّلاة. غير أنّ الرّبّ لم يغب تمامًا من أمام أميلي، فهو كان يعبّد طرقات تمنعها من السّقوط في الهاوية العميقة، مسهّلًا بعض الأحداث، مشابكًا تحرّكاتها بأصدقاء قيّمين، جاعلًا شرفة منزلها تطلّ على تمثال العذراء البرّاق ليلًا نهارًا، وهذا ما كان ينجّي أميلي من الانحراف ممهّدًا قيادتها إلى المسيح.

وها هو اللّقاء بالمسيح يتمّ عبر لقائها بجاك، فالشّابّ الذي أحبّته بعد طلاقها كان مسيحيًّا ملتزمًا دفعها إلى المشاركة بقدّاس الأحد معه. هي مشاركة غمرت حياتها بالنِّعم إذ رغم فراقها عن جاك، لم تفارق أميلي الكنيسة أبدًا لتواظب كمسيحيّة ناشطة ومؤمنة صلواتها الدّؤوبة.

المفاهيم الكنسيّة باتت توضَح أمام بصيرتها، الإيمان بات يُنسج في قلبها، دخولها إلى جمعيّة من المؤمنين بات يُسعد أيّامها، فهي أدركت أنّها تحبّ الله وأنّ الله يحبّها، مؤكّدة ضرورة التّوبة والعودة إلى ما يرضي الرّبّ تمامًا.

تدخُّل الله في حياة أميلي يعلّمنا أنّه على الرّغم من الغضب والتّعب والانفصال المؤلم، لا يمتنع المرء عن المشي مع الله، لأنّ الله هو الدّرب الوحيد المؤدّي إلى الخلاص!