متفرّقات
22 نيسان 2022, 07:20

إفتتاح الجناح اللبناني في المعرض العالمي الـ59 للفن المعاصر – بينالي البندقية

الوكالة الوطنيّة للإعلام
يحضر لبنان في الارسنال ضمن المعرض العالمي للفن المعاصر – بينالي البندقية "لالقاء الضوء على أعمال فنية لبنانية معاصرة تسمح له بأن يشرق في جميع أنحاء العالم عبر الفن والثقافة".

وافتتح الجناح اللبناني في البندقية في حضور المفوضة العامة للجناح ندى غندور التي كانت محاطة بالفنانين: المخرجة السينمائية وصانعة الأفلام التسجيلية دانيال عربيد والفنان التشكيلي أيمن بعلبكي، وبمهندسة سينوغرافيا الجناح، المهندسة المعمارية ومؤسسة Culture in Architecture ألين أسمر دامان، والعديد من اللبنانيين وأصدقاء لبنان وممثلين للمؤسسات الشريكة. 
وحضرت سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر من روما للمشاركة في الافتتاح ودعم الجناح اللبناني برعاية وزارة الثقافة والتنظيم للجمعية اللبنانية للفنون البصرية (Lebanese Visual Art Association - LVAA). 
ويدعو الجناح اللبناني في المعرض العالمي الـ59 للفن المعاصر – بينالي البندقية إلى "رحلة رمزية إلى عالمنا المعاصر بفضل الموضوع: العالم على صورة الإنسان، المدينة: بيروت، وفنانان: دانيال عربيد وأيمن بعلبكي اللذان ينسجان من بعد حوارا سياسيا وجماليا عبر أعمال بعيدة قريبة في آن، لكل عمل قيمته وموضوعه وتاريخه وأسراره". 
لكن وسط هذا "الجناح" وفيما يوجد الفنانان، يبقيان مرتبطين بهذا الموضوع غير المحدود، فيتناقشان لتجسيد خيال الإنسان الدائم الحركة على أرض الواقع".
وقالت ندى غندور في كلمتها الافتتاحية: "أتشرف بتوفير المفوضية العامة للجناح اللبناني، وبرعاية وزارة الثقافة، التي أشكرها على ثقتها، التزمت تعزيز تميز المشهد الفني اللبناني. يشكل وجود الجناح اللبناني في الأرسنالArsenal) ) حدثا استثنائيا نفتخر به، لا سيما في الوضع الصعب الذي يمر به بلدنا. وهذه المشاركة هي رسالة قوية لتشجيع الفنانين اللبنانيين على الاستمرار ودعمهم، وإنها أيضا رغبة شديدة في الحفاظ على المشهد الفني اللبناني الذي يمثل قطاعا مهما في لبنان. 
وينطلق نصب "بوابة يانوس" (Janus Gate) العظيم والطامح لأيمن بعلبكي كما فيديو "ألو، حبيبتي" (Allô Chérie) الصاخب لدانيال عربيد من شوارع بيروت إذ يتحاور الفنانان مع تحضر يحمل دلالات عدة في مدينة تجسد ليس لبنان وحسب، بل العالم أيضا فيصورانها في خضم اضطرابات الأزمة العالمية وعدم الاستقرار العاطفي في علاقتنا مع الواقع المحكومة بالتكنولوجيا".
ويقدم بعلبكي "نصبا ثنائي الوجه، على صورة بيروت مشرذمة تتأرجح باستمرار، على غرار الإله اللاتيني يانوس، بين الماضي والمستقبل، بين الأخطار والوعود، بين الكواليس والواجهة، بين السلم والحرب".
وزينت المساحة العامة بإعلانات "براقة" تذكر بـ"واجهة المباني قيد الإنشاء الكثيرة في بيروت. أما من الناحية الخلفية، فكواليس الديكور هي لبيت حراسة قديم وهو كوخ متواضع في حي للفقراء. وبين المساحتين، يبقى الباب مفتوحا للمرور عبره والتأرجح بين  الناحية والأخرى". 
وتنقل عربيد بطريقتها "صدى هذه الشرذمة في بيروت في "ألو، حبيبتي" (Allô Chérie) من خلال نظرة مضطربة للزمان والمكان، تظهر جلية بصور ملتقطة بواسطة هاتف خليوي، مبرزة التنافس المتزايد الذي يشتد ضراوة بين الواقعي والافتراضي. وتشركنا عربيد في رحلة في سيارة مع أمها التي ذهبت في سباق محموم إلى جني الأموال في شوارع بيروت، وهو مسعى حميم بقدر ما هو سياسي عندما ندرك الأزمة التي تدمر لبنان اليوم. فيعرض أمام أعين الزوار المشهد البيروتي من وراء الواجهة الأمامية للمزيد من الغموض بين المساحة العامة والمساحة الخاصة".
ويستكشف الفنانان "هذه المناطق والأزمنة وخطوط التماس المختلفة للغوص في قصة مثيرة ومتفجرة مرسخة عبر المسافة المجزأة". فيلقي فيديو "ألو، حبيبتي" (Allô Chérie) الضوء على "تطابق الصوت والصورة اللذين تم التقاطهما، كل على حدة، عبر استخدام تقنية الشاشة المنقسمة للمرة الأولى في عمل دانيال عربيد". 
وكما في ألعاب الفيديو، "نتأرجح معها تارة إلى اليمين وطورا إلى اليسار، فندخل في عملها الفني مثلما نجتاز "بوابة يانوس" (Janus Gate)".
من جهته، ينوع بعلبكي في فنه التفاعلي التشكيلي: "أقمشة الأشرعة المدمرة الممزقة المرقعة المحروقة المثقوبة والمطلية أخيرا بتقنية اللطخ، تشغل مساحات الخدع البصرية، معكرة كل الدلائل المكانية الزمانية. إلى جانب الإبداع الجمالي، يوفر هذا المعرض لجميع اللبنانيين المقيمين والمغتربين مساحة للتبادل الرمزي عن تاريخ لبنان ومجتمع اليوم عبر الحوار الذي جسده فنانان: أيمن بعلبكي الذي يعيش في لبنان ويعمل فيه، ودانيال عربيد التي تركت بلدها الأم في سن الـ17 ولكنه بقي مصدر إلهام لها". 

يفسر "البعد السياسي لهذين العملين في ضوء الوضع الراهن في لبنان، فيعبران عن التناقضات في البلد والصعاب التي يواجه عبر العلامات الدالة عليها. فيقترن السباق المحموم إلى جني الأموال بالعنف الذي يحتدم اليوم في لبنان. 
أما المضاربة العقارية التي تعد بـ"الأحلام فتخفي الهلاك وتضلل المشتري". وبدأ القلق في شأن الانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان "يظهر أكثر فأكثر". ويحيي كلاهما بوسائله الخاصة و"بسيرهما على خيط العودة الأبدية جسد لبنان في خضم فوضاه وكمال جماله".
تقدم المهندسة المعمارية ألين أسمر دامان جولة في قلب لبنان: "تتخذ الهندسة المعمارية للجناح شكل صدفة بيضاوية صلبة لتشير بذلك إلى العهد الأبدي بالنهضة والوحدة. يدعو الشكل الهندسي المغلف الأعمال إلى الحوار من دون حيل، بل وجها لوجه وعبر تقصير المسافات، كما هي حال محادثة فطرية وطبيعية".
السينوغراف
تشير الهندسة المعمارية الأولية للجناح اللبناني إلى "الآثار المعاصرة للمشهد العمراني اللبناني، وإلى الـ"بيضة" في وسط المدينة لجوزف فيليب كرم، وإلى مبنى المعرض الدولي "رشيد كرامي" لـ"أوسكار نيماير" في طرابلس".
 إن هذا المعلم السينوغرافي الذي تبلغ مساحته 150 مترا مربعا تقريبا، والمستمد من العمارة الـ brutaliste التي ازدهرت في لبنان منذ الستينيات، يشير إلى "تجوال أيمن بعلبكي ودانيال عربيد في بيروت. تغطي المعلم ألواح منحنية مطلية بنسيج خرساني يشير إلى هذه المدينة التي هي طور إعادة بناء دائمة".
عند دخول الجناح اللبناني، يلقى الزائر عمل أيمن بعلبكي قبل أن يلفت فيديو دانيال عربيد المعروض على جدران المعلم.
بالنسبة إلى ألين أسمر دامان "يشهد اختيار الحركات المتشددة ومواد السينوغرافيا على الرغبة في الرزانة المفترضة للاستجابة لوضع البلاد الراهن".
اللجنة العلمية
تتمتع اللجنة العلمية بدور استشاري، وتتألف من اختصاصيين محليين وعالميين، وتهدف إلى "تقديم توصيات وإنشاء بيئة للتفكير والتبادل والمناقشة مع الفنانين والمهندسة المعمارية-السينوغراف".
تتألف هذه اللجنة من أمينة التراث والمفوضة العامة للجناح اللبناني ندى غندور، الامين العام التراث جان فرانسوا شارنييه، المدير العلمي لAFALULA، المديرة الإدارية لمؤسسة بوغوسيان – فيلا آمبان في بروكسيل لمى سلامة، وكبيرة أمناء التراث ومديرة متحف Abattoirs, Musée – Frac Occitanie Toulouse أنابيل تيناز.
شركاء المشروع 
مؤسسة رمزي وسائدة دلول للفنون (DAF)، مجموعة "فيتال"، مؤسسة ايلي خوري للفنون، كاتاويكي، ومؤسسة بوغوصيان.

Ramzi & Saeda Dalloul Art Foundation (DAF), Groupe Vital, Elie Khouri Art Foundation, Catawiki et La Fondation Boghossian.