إعلان مشترك بين الفاتيكان والكنيسة الآشوريّة، ومضمونه؟
ولفت الإعلان المشترك بعد ذلك، بحسب "فاتيكان نيوز"، إلى تقارب الكنيستين خلال العقود الأخيرة، وذكّر "باللّقاء الأوّل الّذي جمع سنة 1984 البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني والبطريرك مار دنخا الرّابع لتبدأ مسيرة حوار"، وقد أعرب البابا فرنسيس والبطريرك كيوركيس عن امتنانهما على "ثمار حوار المحبّة والحقيقة هذا، وعن الرّجاء في أن يساهم الحوار اللّاهوتيّ بين الكنيستين في بلوغ اليوم المنتظر الّذي نحتفل فيه معًا بذبيحة الرّبّ على المذبح نفسه".
كما توقّف الإعلان عند معاناة المسيحيّين في الشّرق الأوسط، بخاصّة في العراق وسوريا، مشيرًا إلى أهمّيّة الوجود المسيحيّ في المنطقة والرّسالة الّتي يؤدّيها المسيحيّون بالرّغم من كلّ الصّعوبات والاضطهادات، فهم بتعبير الطّرفين "جسد المسيح"، مؤكّدين بالتّالي على "الوحدة في الصّلاة من أجل هؤلاء الأعضاء في جسد المسيح ومن أجل نهاية فوريّة لآلامهم"، وعلى وقوفهما بجانب المضطهدين "ليكونا صوت من لا صوت لهم، والعمل على تخفيف آلامهم ومساعدتهم على بدء حياة جديدة".
وجدّد الإعلان التّأكيد على أنّه لا يمكن تخّيل الشّرق الأوسط بدون مسيحيّين- "وهذه قناعة لا تقوم فقط على أساس دينيّ بل وأيضًا اجتماعيّ وثقافيّ، وذلك لمساهمة المسيحيّين الكبيرة مع المؤمنين الآخرين في تشكيل هويّة هذه المنطقة كمكان احترام وتقبُّل متبادلَين"- وعلى أنّ "بقاء المسيحيّين في هذه المنطقة يرتبط باستعادة السّلام" الّذي يتحقّق من خلال الإصغاء المتبادل والحوار.
كما دعا الإعلان المشترك الجماعة الدّوليّة إلى "التّوصّل إلى حلّ يعترف بحقوق الأطراف كافّة وواجباتها، وضمان حقوق كلّ شخص واحترام الحّريّة الدّينيّة ومساواة الجميع أمام القانون، وذلك على أساس مبدأ المواطنة بغضّ النّظر عن الإثنيّة أو الدّين، وهو مبدأ أساسيّ لبلوغ تعايش بين شعوب وجماعات الشّرق الأوسط".