لبنان
07 شباط 2023, 15:00

إطلاق الجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط ورجاء لتجدّد الكنيسة فيه

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة انعقاد الجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط في لبنان، بيت عنيا- حريصا بين 13 و18 شباط/ فبراير 2023، عقدت اللّجنة المنظّمة للحدث مؤتمرًا صحافيًّا، أمس الإثنين، في بيت عنيا- حريصا ضمّ: مطران الدّائرة البطريركيّة للسّريان الكاثوليك اسحق جول بطرس، الأمين العامّ لمجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك والمنسّق العامّ للجمعيّة السّينودسيّة الأب خليل علوان، منسّقة مكتب رعويّة المرأة في بكركي البروفيسور ميرنا عبّود المزوق، وقدّم المشاركين مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبدو بو كسم.

إستهلّ المؤتمر بدعوة من المطران بطرس للصّلاة على نيّة ضحايا الزّلزال المدّمر الّذي ضرب تركيا وسوريا طالبًا الشّفاء للجرحى والمتضرّرين من هذه الكارثة الطّبيعيّة والإنسانيّة. بعدها رحّب الأب بو كسم بالمشاركين في المؤتمر الّذي يطلق أعمال المرحلة السّينودسيّة القارّيّة وشكر وسائل الإعلام الّتي تواكب هذه الحلقة الّتي اعتبرها من حلقات سينودسيّة أخرى تسير بالكنيسة نحو الهدف الأسمى وهو اللّقاء العائليّ مع يسوع الفادي.

بطرس: المسيرة السّينودسيّة هي حال استنفار روحيّ عامّ

بعدها شرح المطران جول بطرس مسار المسيرة السّينودسيّة الّتي دعا إليها البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم، تحت عنوان: "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة" والّتي أرسلت المجالس الأسقفيّة حول العالم خلاصاتها عن هذه المرحلة. وكانت قد ركّزت على السّير معًا بهدي الرّوح القدس والمحادثة الرّوحيّة، وأرسلت إلى الأمانة العامّة للسّينودس في الكرسيّ الرّسوليّ في روما. وتابع "في ضوء هذه الخلاصات أصدرت الأمانة العامّة الوثيقة القارّيّة. ونظرًا للأهمّيّة البالغة الّتي تنظر بها الكنيسة إلى إسهامات الكنائس الشّرقيّة في المسيرة السّينودسيّة، أعطت هذه الكنائس في منطقة الشّرق الأوسط بُعدًا قارّيًّا."  

أمّا الهدف من المرحلة القارّيّة فكشف بطرس "هو تعميق التّمييز حول ما برز في المرحلة الأولى من الإصغاء أبرشيًّا ووطنيًّا، بهدف صياغة أدقّ للأسئلة المطروحة، وبغية توضيح وتعميق الأفكار الواردة من الكنائس المحلّيّة، في منظور قارّيّ. تساعد الوثيقة القارّيّة على التّفكير بما برز عن استشارة شعب الله في الكنائس المحلّيّة حول العالم. وهي أيضًا فرصة للاستماع إلى حقائق برزت وتبرز على هامش عمل الكنيسة".

وإختتم "المرحلة القارّيّة ليست لإعطاء إجابات أو لاتّخاذ قرارات بشأن الإجراءات الّتي يجب اعتمادها، إنّما هي حال استنفار روحيّ عامّ متضامن لإبراز هويّة شعب الله ودعوته ككنيسة في قلب العالم".

علوان والتّحضيرات للجمعيّة

بعدها كانت كلمة الأب خليل علوان حول التّحضيرات للجمعيّة قال "بعد سنةٍ على افتتاح هذا المسار السّينودسيّ، الّذي شارك، في مرحلته الأولى الاستشاريّة، الملايين من المؤمنين من كلّ أنحاء العالم وصلنا إلى المرحلة الثّانية الّتي سمّيت بالقارّيّة.

قدّمت كنائسنا إلى الكرسي الرّسوليّ، أسوةً بباقي كنائس العالم، خلاصة تفكيرها، فوصل تباعًا إلى أمانة سرِّ السّينودس 112 تقريرًا من أصل 114 أرسلتها المجالس الأسقفيّة الوطنيّة، و13 تقريرًا من الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، بالإضافة إلى آراء دوائر الكوريا الرّومانيّة، وتقارير اتّحاد الرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات للرّهبانيّات، ومؤسّسات الحياة المكرّسة وجماعات الحياة الرّسوليّة، وجمعيّات وحركات المؤمنين العلمانيّين. كذلك وصلت آلاف المساهمات من أفرادٍ وجماعاتٍ، وآراء مختلفة عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ."  

أمّا المشاركون في الجمعيّة السّينودسّية فكشف علوان "إلى جانب أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك، يشارك 120 ممثّلًا للشّعب المسيحيّ، هم بمثابة عيّنة من جميع فئات المجتمع المذكورة، قادمين من سوريا ومصر والأردنّ والعراق والأراضي المقدّسة ودول الخليج، وينتمون الى الكنيسة المارونيّة وكنيسة الأقباط الكاثوليك، وكنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك، والسّريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك والكلدان واللّاتين. كما يشارك فيها بعض الأشخاص الّذي ينتمون إلى الكنائس الأرثوذكسيّة والبروتسنتيّة، وأشخاص لا ينتمون إلى أيّ مرجع دينيّ، وآخرون من جمعيّة "أنت أخي". ونعتمد في أعمال هذه الجمعيّة منهجيّةً جديدة، تنطلق من الوثيقة القارّيّة وتعتمد على ما يسمّى الإصغاء والمحادثة الرّوحيّة والتّمييز الرّوحيّ".

المزّوق: المسيرة السّينودسيّة رجاءً فعّال في هذه الأيّام العصيبة

من جهتها اعتبرت البروفيسور ميرنا المزّوق أنّ المسيرة السّينودسيّة تضفي ديناميكيّة على الحياة في الكنيسة كما رجاءً فعّال في هذه الأيّام العصيبة. وأضافت "فكلٌّ منّا مسؤول ومكوّن للكنيسة: نسير ونصلّي ونفكّر ونبني معًا. وهذه المسيرة السّينودسيّة تطال المرأة ككلّ إنسان، لأنّ كلّ إنسان في نظر الكنيسة هو قيمة مطلقة والسّعي لإبراز قيمة المرأة وتمكين حضورها ودورها، هو السّعي لضمانة خير العائلة والكنيسة والمجتمع".

وأضافت "في الكنيسة حيث يتّخذ الرّجال فيها القرارات، تبقى مساحاتٌ قليلة للنّساء لإيصال صوتهنَّ، على الرّغم من أنَّهنَّ يشكّلنَ العمودَ الفقريّ للجماعاتِ الكنسيّة، إمّا لأنَّهنَّ يشكّلنَ الأغلبيّة بين المؤمنين، وإمّا لأنَّهنَّ الأكثر فاعليّة بين أعضاء الكنيسة."  

وعن الشّباب والسّينودس لفتت المزوّق "إنّ غيابَ صوت الشّبيبة في المسار السّينودسيّ وفي حياة الكنيسة لهمٌّ عالميّ. فالاهتمام بالشّبيبة وتنشئتها ومرافقتها أمرٌ متجدّدٌ وملِحٌّ وفقًا لنتائج سينودس الأساقفة السّابق حول "الشبّيبة والإيمان وتمييز الدّعوة".

وإختتمت "الشّباب والشّابّات مدعوّون إلى حمل ثقافة الصّليب من خلال الالتزام الفعّال لا المتفرّج الّذي يبدأ ببناء الذّات من أجل الذّهاب للآخر".

إنتهى المؤتمر الصّحفيّ بشهادة حيّة للآنسة جولي جورج، وهي من شبيبة الكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة تحدّثت فيها عن اختبار الشّباب في الكنيسة، والمشاركة الّتي تعيشها مع مجموعة Post Cresima في رعيّة القدّيسة كاترينا للسّريان الكاثوليك في القاهرة والّتي تعنى بمرافقة الجيل المصريّ الشّابّ في محاولة لتخطّي الصّعوبات وتجاوز الأزمات بنعمة الصّلاة وإلهام الرّوح القدس."