لبنان
27 أيلول 2017, 07:45

إطلاق اسم الأب أندريه ماس على شارع في البرامية

إحياء لذكرى مرور ثلاثين سنة على استشهاد المدير السّابق لمركز الدّروس الجامعيّة التّابع لجامعة القدّيس يوسف الأب أندريه ماس اليسوعيّ في أيلول 1987، نظّمت الجامعة والمركز لقاء في باحة المركز في البرامية (صيدا) تخلّله إعلان رسميّ عن إطلاق إسم الأب أندريه ماس على الشّارع المحاذي لمبنى الجامعة في المدينة، بناء على قرار صادر عن مجلس بلديّة البرامية.

 


وكان في الحضور ممثّل رئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي الدكتور أحمد موسى، ممثّل الرّئيس فؤاد السّنيورة طارق بعاصيري، النّائبان بهية الحريري وميشال موسى، مفتي صيدا وأقضيتها الشّيخ سليم سوسان ومطرانا صيدا للرّوم الكاثوليك إيلي حداد وللموارنة مارون العمار، رئيس إقليم الشّرق الأوسط للآباء اليسوعيّين الأب داني يونس، ممثّل رئيس بلديّة صيدا محمد السّعودي، عضو المجلس البلديّ نزار الحلاق، الأمين العامّ لـ"التّنظيم الشّعبيّ النّاصريّ" أسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري، ممثّل الأمين العامّ لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري مستشاره للشّؤون الصّيداويّة رمزي مرجان، ممثّل قائد منطقة الجنوب الإقليميّة في قوى الأمن الدّاخليّ العميد سمير شحادة العقيد حسين عسيران، رئيس بلديّة البرامية جورج سعد وحشد من الفعاليّات.

واستقبل الحضور رئيس الجامعة اليسوعيّة البروفسور سليم دكاش ومديرة مركز الدّروس الجامعيّة في لبنان الجنوبي الدكتورة دينا صيداني وأسرة المركز من إداريّين وأساتذة.

ألقت مديرة المركز الدكتورة دينا صيداني كلمة توقّفت فيها عند تزامن إحتفال المركز بالذّكرى الأربعين لإنشائه مع الذّكرى الثّلاثين لاستشهاد الأب اندريه ماس، معتبرة أنّ "الأب ماس طبع بالتزامه حياة المركز في تلك الفترة الصّعبة، فتعهّد أن ينشر المحبّة والأمل والسّلام في هذه المنطقة عبر حضّه طلاب المركز المسيحيّين والمسلمين على العيش والعمل معًا من أجل بناء مستقبل لبنان".

وقال الأب داني يونس: "قبل ثلاثين عامًا، كان على الأب أندريه أن يبذل حياته، لأنّه اختار الانضمام إلى البعثة اليسوعيّة في بلد في حالة حرب، لم يأت أندريه للموت في لبنان ولكن كان خياره تعزيز الإنسانيّة ضد قمع الظّلم، الأمر الذي كلّفه حياته".

بدوره، توقّف المدير السّابق لفرع جامعة القديس يوسف في الجنوب مصطفى أسعد عند "خصوصيّة اللّقاء في حرم جامعة القدّيس يوسف وفي حضرة ذكرى الأب اندريه ماس"، عارضًا تلك المرحلة التي تولّى فيها ماس إدارة المركز خلال أقلّ من عامين من كانون الأوّل سنة 1985 وحتى اغتياله في أيلول/سبتمبر سنة 1987، مشيرًا إلى ما اتّسمت به شخصيّة الأب ماس، "فكان رجلًا تربويًّا وإنسانيًّا ومتواضعًا في تعاطيه مع كلّ من حوله إدارة وأساتذة وطلّابًا".

ثم تحدّث الأب جوزف نصار اليسوعيّ الذي عرف الأب ماس قبل مجيئه إلى لبنان وكان قريبًا منه خلال إدارته مركز الدّروس الجامعيّة في صيدا، فرأى أنّه "رغم مرور ثلاثين سنة على غيابه ما زال الأب أندريه أكثر حضورًا. إنّه حضور للقيم الإنسانيّة والتّربويّة الّتي ناضل من أجلها، فتمازجت وتناغمت مع قيم أبناء هذه المنطقة".

واستحضر وليد صالح أحد متخرّجي جامعة القدّيس يوسف نثرًا وشعرًا ذكرى الأب ماس ومعايشته له، إذ قال: "منذ 30 سنة وقبل يوم واحد من وفاته كنّا سويًّا مع الأب جوزف نصار والأب أندريه ماس نزرع شجرات سرو حول الملعب، واليوم عندما وصلت ألقيت نظرة على تلك الأشجار وقد كبرت وأصبحت أكثر تجذّرًا في الأرض وفي المكان، وهكذا ذكرى الأب أندريه ماس تبقى فينا ونحن اليوم نحتفل بذكراه".

بالنّسبة إلى رئيس بلديّة البرامية جورج سعد فإنّ "الأب اندريه ماس هو شهيد العلم والمحبّة والسّلام، وإنّ البرامية المتميّزة بموقعها وجمالها تزداد تميّزًا وتألّقًا بوجود اليسوعيّة على كتفها، لا بل في قلبها ووجدانها، وهي تمثّل القيمة العلميّة المضافة إلى أناقة البرامية عاصمة الجمال، لتصبح أيضًا بجامعتها عاصمة العلم والمعرفة والثّقافة".
وأشار البروفسور دكاش إلى أنّ "الأب ماس مرّ بسرعة بيننا ووهب حياته لمدينة صيدا التي أحبّها حين رضي أن يصبح مدير مركز الدّروس الجامعيّة في لبنان الجنوبي ووهب حياته إلى الأبد لهذه الأرض التي أحبّ". وقال: "اليوم اللّفتة التي تقوم بها بلديّة الرامية بإطلاق إسم الأب أندريه ماس على شارع بجانب المبنى تشهد على حياته التي بذلها من أجل هذه المدينة وتخبرنا أنّ حياته لم تذهب سدى. ونحن نريد أن نرى في هذه اللّفتة دعوة لأن تواصل الجامعة رسالتها هنا بالذّات كشهادة على العيش المشترك والإيمان بقيمنا اللّبنانية".

وتطرّق دكاش إلى جوانب ثلاثة من شخصيّة ماس: "حبّه للتّواصل مع النّاس والسّؤال عن فرص المصالحة في لبنان وكيف يمكن لرهبنة أن تساعد في إنجاز هذه المهمّة بين اللّبنانيّين. والجانب الثّاني أنّ السّياسة لم تكن تستحوذ اهتمامه، لكن الجانب الإنسانيّ للحياة في لبنان، والجانب الثّالث إصراره على اقتفاء خطى يسوع المسيح متجاوزًا الحدود والمسافات، وبذله حياته لتستمرّ رسالة الجامعة في الإزدهار وحمل الثّمار في هذه الأرض من جنوب لبنان والتي تضرّجت بدماء العديد من الشّهداء في قتالهم من أجل الحرّيّة والكرامة". 


بعدها، قدّم دكاش دروعًا تكريميّة باسم جامعة القدّيس يوسف إلى كلّ من النّائبة الحريري ورئيس بلديّة البرامية وممثّل رئيس بلديّة صيدا تقديرًا لدعمهم مبادرة تسمية الشّارع المحاذي لمبنى مركز الدّروس الجامعيّة في الجنوب باسم الأب ماس.

وأمام النّصب التّذكاريّ، رفع المطران حداد صلاة لراحة نفس الأب ماس، معتبرًا أنّه سار في الكمال محاولًا أن يعكس صورة محبّة الله في بيئته، وإنّه وإن مات فسيحيا في قلوبنا وفي مناهجنا وطريقة حياتنا وتربيتنا لأجيالنا الجديدة موحّدين ومنفتحين على بعضنا البعض".

بعد ذلك أُزيحت السّتارة عن اللّوحة التي تحمل اسم الأب ماس في الشّارع المحاذي للجامعة في البرامية.

وكانت للحريري كلمة توجّهت فيها بالشّكر إلى بلديّة البرامية ورئيسها على تبنّي هذه الإرادة التي تقدمت بها أسرة اليسوعيّة، وقالت: "نحن نبارك هذه الخطوة لأن من لا يتذكّر النّاس الذين استشهدوا لكي يعيش الناس بسلام يكون بعيدًا عن الخطّ السّليم. نشكر كلّ الذين تحدّثوا وكان كلامًا رائعًا ورسالة الأب ماس تكمّلها اليسوعيّة وكلّ المؤمنين بدور لبنان العيش المشترك وقبول الآخر والعيش بسلام لأجيالنا التي نراها تتقدّم وتتطوّر. رسالة لبنان رسالة العلم والمعرفة وهذه الوظيفة التي تليق به وإن شاء الله نستطيع أن نضع يدنا بيد بعضنا البعض ليكون لبنان فعلًا هذا البلد النّموذج والرّسالة كما الإرشاد الرّسوليّ صنّف هذا البلد بكل تنوّعه وبكل غناه بإنسانه."