مصر
20 تشرين الثاني 2024, 14:30

إسهامات المؤسّسات التعليميّة المسيحيّة في الدراسات الإسلاميّة

تيلي لوميار/ نورسات
إختتمت أعمال برنامج القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحيّة الذي عقدته المنظّمة العالميّة لخرّيجي الأزهر، بالتعاون مع المركز الثقافيّ الفرنسيسكانيّ، من خلال مشروع "سفراء الأزهر" على مدى يومين في مركز المسبار للدراسات والبحوث – دبي حيث كان عدد من المتكلّمين من شخصيّات متميّزة في المجتمع والكنيسة والدولة.

 

نظّمت الرهبنة الفرنسيسكانيّة في شخص الأب ميلاد شحاته الفرنسيسكانيّ، رئيس المركز الثقافيّ الفرنسيسكانيّ مؤتمر "إسهامات المؤسّسات التعليميّة المسيحيّة في الدراسات الإسلاميّة" بمشاركة  معهد الدراسات الشرقيّة للآباء الدومينيكان- القاهرة، والمعهد البابويّ للدراسات العربيّة والإسلاميّة – روما.  

حضر المؤتمر عددٌ من الشخصيّات الأزهريّة والفرنسيسكانيّة والعامّة.  

ممّا قاله د.إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق: "تمثّل الفضائل والأخلاق قاسمًا مشتركًا بين الأديان كلّها...لا نعلم ديانةً تبيح قتل النفس، أو الكذب، أو الخيانة، أو تسمح بالظلم والجور...مصادر المعرفة عند المؤمنين بدين سماويّ تتمثّل في الوحي الإلهيّ، مع الحسّ والعقل. العقل هو الذي يخطّط لكلّ شيء من الداخل، أمّا الشرع فهو الذي يضبط العقل من الخارج، فالشرع هو النور".  

وأوضح د. الهدهد أنّ الالتزام بالقيم الأخلاقيّة يصطدم بالأهواء، فيكون صاحب الهوى عادة متمرّدًا على القيم الأخلاقيّة، ومتجاوزًا لها، لأنّه ينطوي على رغبات تدفعه إلى تجاوز الالتزام بها.  

وأوضح د. مايكل مدحت، مدرّس الفلسفة في كلّيّة الآداب في جامعة القاهرة أهمّيّة البحث عن القيم المشتركة، التي تعتبر أساسًا لبناء علاقات قويّة ومستدامة بين الأفراد والمجتمعات ولإنشاء جسور التعاون، لذا يجب العمل على تعزيز القيم المشتركة، وتحقيق الفهم والتعايش السلميّ في العالم، وهذه القيم تقوم بعملها هذا من خلال المساواة والحرّيّة والأخلاق. القيم أداة لتشخيص بعض الأمراض في مجتمع معيّن...

تحدّث د. حمد الله الصفتي، مدير الشؤون العلميّة والثقافيّة في منظّمة الأزهر عن أزمة القيم في الواقع المعاصر موضحًا أنّها تتمثّل في غياب القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة، وذلك يرجع إلى مناهج التربية الحديثة في الغالب، حيث ركّزت على المحسوسات وأهملت القيم، ما أفرز إنسانًا محايدًا إزاء القضايا الاجتماعيّة، وجعلت القرارات التي يتّخذها فى ميادين الأخلاق والدين والعلاقات الاجتماعيّة والقوميّة تحكمها ردود الفعل العاطفيّة والتعصّب العنصريّ والعقد النفسيّة.

أكّد الصفتي أنّ أزمة القيم في الواقع الحالي، تنبع من عدم صفاء مصادر القيم، ومن التطرّف الواضح لدى فلسفات التربية في تحديد معاني القيم، ومن سطحيّة الثقافة العامّة، وهو ما يجعلنا نصرّ على أهمّيّة الأديان كمصدر للقيم، حيث إنّ القيم المأخوذة عن الدين ثابتة، لأنّها جزء منه.