إحتفل بالقدّاس الإلهيّ أمام "صُوَر Selfie" كلّها رجاء وأمل
في الواقع، مشهد الكنيسة المُفرَغة من المؤمنين في قدّاس الأحد أحزن الكاهن الإيطاليّ جوزيبيه كورباري، بعد أن تمّ حظر الاحتفالات الدّينيّة والمناسبات العامّة في إيطاليا بسبب تفشّي وباء كورونا بشراسة في البلاد.
هذا الفراغ أصرّ الكاهن على ملئه بطريقة مبدعة، فيبقي بيت الله حيًّا بحضور أبنائه، ويعيد تعبئة قلوبهم بالإيمان.
وفي التّفاصيل، وجّه كورباري نداءً إلى المؤمنين يقول فيه: "أرسلوا لي صوركم الشّخصيّة وصور عائلاتكم، أرسلوا صورًا لوجوهكم، أحتاج إلى رؤيتها أمامي عندما أحتفل بالقدّاس يوم الأحد المقبل، وأنا سأطبع الصّور الّتي ترسلونها، وسألصقها على كراسيكم، وهكذا لا أشعر بالوحدة خلال القدّاس الإلهيّ".
هذا النّداء لبّاه متلقّوه باهتمام كبير، إذ أرسلوا إلى كاهن الرّعيّة صورهم وطبعها وملأ بها المقاعد، فوضع صور الأطفال في المقاعد الأماميّة، وصور خدّام المذبح على المذبح، ووزّع صور الكبار في مختلف أرجاء الكنيسة.
هذا الكاهن لبّى نداء البابا فرنسيس حين سألهم مرافقة شعب الله خلال هذه الأزمة واختيار الوسائل الأفضل لتقديم المساعدة.
وها هو الأب جوزيبيه كورباري عرف كيف يكون قريبًا من شعب الله، وكيف يجعلهم حاضرين بالرّغم من غيابهم.
نعم، بمبادرته هذه وكلماته البسيطة والصّادقة، وبإلهام الرّوح القدس، منح الأب كورباري العزاء لأبناء رعيّته وشدّد عزيمتهم في حجرهم المنزليّ، وملأ وحدتهم بروح الله القدّوس في زمن الصّوم المبارك، غالبًا خطر الوباء بابتسامات كلّها رجاء وأمل، وبمحبّة الرّاعي لرعيّته الّتي لا تبدّلها الظّروف ولا تغيّرها.