العالم
10 أيار 2024, 10:00

إثيوبيا - آبارٌ لبقاء الناس في الحياة

تيلي لوميار/ نورسات
الأب فيليبو بيرين Filippo Perin، 52 عاما، هو مُرسَلٌ ساليزيانيّ في منطقة غامبيلا الإثيوبيّة على الحدود مع جنوب السودان. أرض جميلة، لكنّها، تفتقر إلى الماء. الناس يتضوّرون فيها جوعًا ومناخها لا يُحتمل. استنبط الأب بيرين مشروعًا يتحقّق بدعمٍ من الساليزيان والمنظّمة غير الربحيّة Cuore Amico، يفتح أكبر عددٍ ممكن من الآبار لضمان بقاء السكّان في بلد يقلّ فيه متوسّط العمر المتوقّع عن 50 عامًا، كما تابعت هذا الموضوع "أخبار الفاتيكان".

 

في بعض أنحاء العالم، التي تتّصف بفترات طويلة من الجفاف، يكون الناس على استعداد للموت من أجل إبريق من مياه الشرب أو للوصول إلى مجرى مائيّ. هي حرب جوع وعطش.

هذا ما يحدث في إثيوبيا، في غامبيلا، واحدة من أكثر المناطق النائية والأكثر فقرًا في الدولة الإفريقيّة، حيث يعيش الأب المُرسل فيليبو بيرين، كاهن رعيّة لاري Lare ويعمل، منذ عام 2008، مع عائلة الساليزيان الكبيرة، التي وصلت إلى هنا بعد يوبيل عام 2000.

تجمع غامبيلا العديد من المجموعات العرقيّة المختلفة، وكانت أيضًا موطنًا للعديد من اللاجئين من جنوب السودان الذين يعيشون في ثمانية مخيّمات لجوء منذ حوالى عشر سنوات. يخبرنا الأب فيليبو أنّ "14 في المئة فقط من السكّان يحصلون على مياه الشرب، لذلك ليس من غير المألوف أن تندلع اشتباكات دمويّة بين القرى بسبب المياه. هذا هو السبب في أنّ أحد الأمور الأولويّة التي ينبغي أن نعمل عليها، هو الحصول على الأموال لحفر الآبار."

"ومع ذلك"، يتابع الأب المُرسل، "فإنّ التكاليف مرتفعة...وتكلفة أعمال الحفر باهظة الثمن أيضًا، لكنّها تنقذ حياة الناس."

"بدعم من الكنيسة، ومؤسسة Cuore Amico Fraternità، والعديد من الأفراد، تمّ بناء 100 بئر في غامبيلا إلى اليوم، ونعتزم الاستمرار في القيام بذلك للسماح لمزيد والمزيد من الناس بالعيش، لأنْ من دون ماء، لا يمكن أن تكون هناك حياة"، قال الأب فيليبو.  

ويلقي المُرسل بعض الأضواء على حياة الناس في تلك المنطقة من إثيوبيا، فهو يتحدّث عن الأطفال الأفارقة الذين ليس لديهم شيء لكنّهم يتحمّسون لكلّ شيء...عن تدنّي متوسّط العمر المتوقَّع...عن وجبة طعامٍ واحدة في اليوم...وغياب المستشفيات...وعن وفاة الناس صغارًا وكبارًا بسبب أمراضٍ تعالج في أجزاء أخرى من العالم...وعدم وجود مدارس ...ومناخٍ شديد الحرّ خانقٍ للبشر والمزروعات معًا...

على مدى 16 سنة، افتتح الأب فيليبّو عددًا من الرعايا وقد أصبحت غامبيلّا اليوم أبرشيّة، والمهمّ المهمّ والحيويّ أنّه جمع المال لحفر الآبار، وهو يخبر عن صخب فرح السكّان المحليّين عند كلّ انبثاقٍ للماء من جوف الأرض، ولا عجب من ذلك، فالماء أساس الحياة. وهنّ النسوة، في إثيوبيا، المولجات إحضار الماء إلى العائلة، حاملاتٍ المستوعبات على طول كيلومترات.  

هذه الماء هي أيضًا حياة الزراعة التي تشكّل مصدر الرزق الرئيس في لاري وغيرها من مناطق البلد الإفريقيّ، وهي حياة الماشية لأنّ تربية هذه هي نشاطٌ اقتصاديٌّ آخر يفيد الناس من نواحٍ عديدة.  

يضيف الأب فيليبو قائلًا: "في هذه الأرض، نحن ننتبه دائمًا إلى دعوة البابا لرعاية بيتنا المشترك وسكّانه. كَساليزيان، لا يمكن لرسالتنا ولا يجب أن تكون مجرّد جلب الناس إلى الكنيسة. بالطبع، التبشير أمر أساسيّ، كسر الخبز مع القرية بأكملها. لكنّنا هنا نبشّر أيضًا من خلال الأعمال ويسوع يقول لنا أن نعطي الشراب للعطاش والطعام للجياع.  

"البقاء على قيد الحياة! هذه هي الكلمة الرئيسة في لاري وفي أنحاء إثيوبيا كلّها. لا يمكننا أن ندير وجوهنا ونصير غير مبالين! وإذا لم نتمكّن من إعطاء الحياة، فيمكننا على الأقلّ بذل كلّ ما في وسعنا: أوّلًا، مياه الشرب النظيفة أو لغسل اليدين، ثمّ العمل أيضًا من أجل السلام واحترام هذا التنوّع البيولوجيّ الهائل."