إبراهيم للمعلّمين والمعلّمات: نحن بحاجة اليوم إلى قوّتكم وحكمتكم وصمودكم
ترأّس القدّاس مدير المدرسة الأب إدمون بخاش بمشاركة الأبوين شربل راشد وإيلي قاصوف، وبحضور كاهن المقام الأرشمندريت إيلي بو شعيا. وألقى خلاله ابراهيم عظة شدّد فيها على أهمّيّة دور المعلّمين والمعلّميات ورسالتهم، فقال:" تخيّلوا هذا الميراث الكبير الّذي أعطي لكم من يسوع المسيح أن تكونوا معلّمين ومعلّمات على مثاله.
رسالتكم ليست سهلة، لكن لدينا مثالاً نقتدي به ونعرف أنّ كلّ شيء سيؤدّي في النّهاية إلى قيامة مهما كثرت الصّعوبات بما فيها الصّليب. سيأخذنا نحو نور القيامة والقائم من بين الأموات. إذا استسلمنا، في وضع كوضع لبنان، للقلق والخوف والإحباط سننقل بطريقة غير مباشرة أو حتّى مباشرة هذا القلق واليأس والإحباط إلى الطّلّاب والأطفال الّذين لا دخل لهم بتاتًا في هذا الموضوع ممّا يؤذيهم، وربّما نزرع في قلوبهم جرحًا لا يلتئم بسهولة. لذلك نحن بحاجة اليوم إلى قوّتكم وحكمتكم وصمودكم وإلى قناعاتكم الّتي لا تديرها المصالح لكن تديرها الحقيقة.
كلّنا مدعوّون لأن نكون ليس فقط كالمعلّم يسوع المسيح لكن كالرّسل الّذين تحوّلوا إلى مسحاء آخرين وواجهوا نفس المصير ولربّما أصعب، وكلّهم ما عدا يوحنّا ماتوا على الصّليب رأسًا على عقب وتألّموا آلامًا مبرحة وسجنوا واضطهدوا، وبولس مات بقطع الرّأس، هذه العذابات عاشوها كمعلّمين، والتّلاميذ السّبعين عاشوا هذه الشّهادة أيضًا.
نحن اليوم لا نريد أن نكون تلامذة ما قبل صياح الدّيك كبطرس، كلّ واحد منّا باستطاعته أن يكون من مسيحيّي قبل صياح الدّيك، أيّ ينكر المسيح ويهرب ويستسلم للخوف والقلق. أيّ بطرس علينا أن نكون؟ قبل صياح الدّيك أم بعد صياح الدّيك؟ بعد صياح الدّيك بطرس لم يعد يخاف من شيء، وقوّة التّلامذة بعد صياح الدّيك والقيامة والعنصرة مغايرة تمامًا عن رسالتهم وشهادتهم قبل صياح الدّيك. لذلك نحن مدعوّون أن نساند الحقّ بدون خوف، وكلّ واحد منّا يستسلم للخوف يقول في نفسه أنا خائف، هناك تغيير قادم، ممكن أن يكون هناك ظلم قادم أو مكروه لكن أنا أطمئنكم أنّ مثل هذه الأفكار هي فقط في رؤوس أصحابها، الله معنا، يسوع معنا، الكنيسة إلى جانبنا والكنيسة ليست موجودة للاضطهاد أو الأذيّة أو الظّلم، أنتم في مكان أمين ومسنودين على صخرة بطرس بعد صياح الدّيك، مسنودين على أمّنا مريم العذراء في مدينة مريميّة بامتياز، أنتم جيران سيّدة زحلة والبقاع الرّافعة الجبين، أنتم في قلبي وفكري وصلاتي، أتمنّى أن نلمس سويًّا كلّ تلميذ في هذه المدرسة في هذا الظّرف الصّعب، وأن نزرع في قلوبهم أملاً وفرحًا حتّى ولو لم يكونوا متوفّرين لنا ولكم، وهنا تكمن قوّتنا أن نعطي ما هو من الله، من الممكن أن نكون يائسين لكنّنا نعطي الأمل، أو حزانى ونعطي الفرح، عندها نستحقّ أن ندعى معلّمات ومعلّمين. أشكر الله عليكم وأسأله أن يقوّيكم ويكون معكم، ومن كان الله معه لا أحد ينتصر عليه."
وبعد القدّاس، التقى ابراهيم أعضاء الهيئة التّعليميّة في قاعة الكنيسة، واطّلع على أوضاعهم، متمنّيًا لهم وللطّلّاب سنة دراسيّة مباركة.