لبنان
02 شباط 2024, 11:25

إبراهيم في عيد دخول المسيح إلى الهيكل: كل يوم هو فرصة لتحقيق مشيئة الله في حياتنا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم صلاة الغروب والقدّاس الإلهيّ ورتبة تبريك الشّموع عشيّة عيد دخول المسيح إلى الهيكل في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة - زحلة، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العام الأرشمندريت نقولا حكيم، والأب الياس ابراهيم بحضور حشد من المؤمنين. بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى إبراهيم جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة:

عندما نتحدّث عن عيد دخول السّيّد المسيح إلى الهيكل، نجد أنّها مناسبة تحمل في طيّاتها العديد من الدّروس والمعاني الرّوحيّة التي يمكننا استخلاصها وتطبيقها في حياتنا في هذا الزّمن. يسوع جاء لاستكمال الشّريعة وليس لإلغائها. يسوع يمثل لقاء الإنسان باللّه والشّريعة القديمة بالنّعمة والعهد القديم بالعهد الجديد. يمكننا أن ننظر إلى هذا الحدث الكبير من عدّة زوايا لفهم كيف يمكننا أن نكون تلامذة أفضل للسّيّد المسيح وأن نتعلّم من عظمته وتواضعه في الوقت نفسه."

وعمّا يمكن أن نتعلّمه في هذا العيد تابع قائلًا: "التّواضع والخدمة: يسوع هو الله وهو أعظم من الهيكل. إلى من جاء يصلّي في الهيكل؟ هو جاء لإعطاء المثل في احترام الشّريعة ولم يخجل من دخول عالم المحتاجين روحيًّا أم ماديًّا. نحن نخجل أحيانًا من دخول كنائسنا الفقيرة ومن دخول بيوت الفقراء. عندما دخل السّيّد المسيح الهيكل، كان ذلك تعبيرًا عن تواضعه والاستعداد لخدمة الله وخدمة الإنسان. يعلّمنا هذا الحدث أنّه يجب علينا أن نكون متواضعين في حياتنا وأن نكون مستعدّين لخدمة الله وخدمة إخوتنا في الإنسانيّة. يمكننا تحقيق ذلك من خلال تقديم العون والمساعدة للمحتاجين والعمل بروح الخدمة في مجتمعنا."

وأضاف: "الإهتمام بالتّقوى والصّلاة: دخول السّيّد المسيح الهيكل يذكّرنا بأهميّة الصّلاة والتّقوى في حياتنا. يجب أن نكرّس وقتًا للصّلاة والتّأمّل في كلمة الله. هذا يساعدنا على تقوية علاقتنا بالله وزيادة إيماننا."

وأكمل: "الإلتزام بالقيم والأخلاق: عندما دخل السّيّد المسيح الهيكل، كان يعبّر عن الالتزام بالقيم والأخلاق الدّينيّة. يجب أن نعيش حياتنا وفقًا للقيم والأخلاق المسيحيّة، مثل محبّة القريب والغفران والاحترام والصّدق. هذا يساعدنا على بناء مجتمع أفضل وأكثر تلاحمًا.

التّحلّي بالصّبر والثّبات: حينما دخل السّيّد المسيح الهيكل، كان يظهر صبرًا وثباتًا في سبيل إتمام مخطط الله الخلاصيّ. يجب علينا أن نكون صبورين وثابتين في وجه التّحدّيات والصّعاب التي نواجهها في حياتنا. يمكننا تحقيق ذلك من خلال الاعتماد على الله والثّقة في خطّته لحياتنا.

التّفكير في الهدف الأعظم: عندما دخل السّيّد المسيح الهيكل، كان يعبّر عن التّفكير في الهدف الأعظم والرّسالة التي جاء من أجلها. يجب علينا أن نفكر في الهدف الأعظم لحياتنا وكيف يمكننا أن نعيش وفقًا لمعنى أعمق وأكبر من الوجود."

وإختتم قائلًا "بإختصار، يمكننا أن نستخلص من عيد دخول السّيّد المسيح إلى الهيكل العديد من العبر والعظات. يجب علينا أن نعيش حياتنا بتواضع وخدمة وروحانيّة والتزام بالقيم والصّبر، وأن نفكّر في الهدف الأعظم لحياتنا وكيف نساهم في بناء مجتمع أفضل وأكثر إنسانيّة. هذه هي الدّروس التي يمكننا أن نطبّقها في حياتنا في هذا الزّمن ونسعى لتحقيق التّغيير الإيجابيّ في عالمنا. نحن مدعوّون دائمًا لتقديم أنفسنا لله والسّير في رحلتنا الرّوحيّة. كل يوم هو فرصة للتّقدم نحو الله والسّعي لتحقيق مشيئته في حياتنا. فلنعش هذا العيد بمحبّة وتقوى، ولنسع دائمًا للقرب من الله والتّقدّم في مسيرتنا الرّوحيّة. آمين".

وفي نهاية القدّاس، ترأّس المطران إبراهيم رتبة تبريك الشّموع.