أيّار.. شهر النّعم والقداسة

مع بداية هذا الشّهر المبارك، تنبض القلوب تضرّعًا للعذراء، تتحوّل عيون البشريّة إلى والدة لم يرفض لها ابنها طلبًا، لتُصبح هي الشّفيعة، صلة الوصل بين العالم والسّماء.

في هذا الشّهر المبارك، تعجّ المزارات بحجّاج طالبين شفاعة مريم، ملتجئين إليها، كأطفال متعطّشين لحنان الوالدة.

يطلّ هذا الشّهر حاملًا معه رحيق عطر المسبحة المقدّسة، مذكّرًا بأهمّيّة تلاوتها وروعة أسرارها.

في هذا الشّهر أيضًا، تُزيّن البيوت بمذابح العذراء، فيجتمع أفراد العائلة حول مريم واضعين آمالهم وتضرّعاتهم بين يديها.

تعمّ المسيرات الشّوارع في هذا الشّهر المقدّس، فيتسارع المؤمنون سيرًا على الأقدام إلى الكنائس، حاملين صلواتهم إلى والدة لا تتعب ولا تكلّ.

فلنسلّم، مع بداية هذا الشّهر صلواتنا وهواجسنا لمريم، واثقين بها كوالدة همّها الأوحد صغارها، لننال بشفاعتها بغية قلوبنا ونتقرّب من ابنها الّذي بذل نفسه فداءً عنّا.