أيقونة العائلة المقدّسة باركت رعيّة شكّا
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى سويف عظة شدّد فيها على أهمّيّة أن "نرفع صلاتنا بكلّ إخلاص وبقلب يتوق إلى السّلام في لبنان والمنطقة الّتي تعيش مأساة ودمار الفكر والضّمير. فليس لدينا خيارٌ إلّا تجديد إيماننا في الرّبّ وهو صخرة خلاصنا أمام ظلم الظّالمين الّذي يقود إلى الحروب والصّراعات، فملجأنا وقوتنا ورجانا هم في يسوع المسيح."
وأضاف: "في استقبالنا لأيقونة العائلة المقدّسة نضرع إلى الرّبّ أن يحمل السّلام ليكون أوّلاً في قلوبنا إذ أنّه ينبع من الدّاخل وليس مبنيًّا على أساس المصالح، فالسّلام المبنيّ على الله يدوم لأنّه من خلاله نكتشف أنّ الانسان الآخر مخلوق على صورة الله وهو مدعوّ لبناء السّلام الّذي ينبع من الحبّ، وبالرّغم من
كلّ اختلافاتنا وانتماءاتنا وبفضل السّلام يمكن لكلّ منّا تقبّل الآخر المختلف".
ونّوه إلى البابا فرنسيس الّذي يؤكّد: "أنّنا جميعنا بتنوّعنا أخوة في الإنسانيّة وهذا التّنوّع يصبح مصدر فرح وغنى ودافع لقاء لبناء الاستقرار والطّمأنينة في المجتمع وليس خلق الدّمار .
فنحن اليوم في قلب المعاناة نجّدد إيماننا بالآلام الشّافية لنصبر وسط الأزمة لأنّنا نستمدّ قوّتنا من الرّبّ
في هذه المرحلة الصّعبة حيث نحن بحاجة إلى الكثير من الوعي وعدم الانجراف وراء الأصوات الّتي يمكن أن تقود إلى حرب".
ورفع المطران سويف الصّلاة لكي "ينجينا الرّبّ من أتون النّار ونحن ملء الثّقة أنّ لا شيء يؤذينا عندما نأخذ القرار لنكون مع الرّبّ من خلال العائلة المقدّسة، وفيها مريم تدلّنا على ابنها يسوع المسيح وهي الخادمة للرّبّ إذ نردّد معها ليكن لنا حسب مشيئته."
وتابع: "حياتنا حجّ دائم للقاء يسوع المخلّص والفادي والشّافي لكلّ مجروح ومتألّم وهو يحرّرنا من قيود الشّريعة الّتي تكبّلنا."
وفي سياق سنة القدّيس يوسف أكّد سويف أنّنا "بنعمة الرّوح القدس نتشبّه بيوسف الصّامت والغرقان بمحبّة الله والّذي يمحي نفسه ليظهر المسيح."
وأنهى راعي الأبرشيّة عظته بصلاة لأجل العائلة، فقال: "نطلب من العائلة أن تحمي عيالنا وبيوتنا في مشاكلها وتشرذمها، نصلّي لتحمي العائلة الصّغيرة والكبيرة أيّ الكنيسة، وربّ البيت هو يسوع المسيح المعطي النِّعم، نصلّي للعائلة الوطنيّة لتبقى متماسكة بالرّغم من الصّعوبات ليبقى لبنان واحدًا وهو أكثر من وطن، إنّه رسالة السّلام والتّعدّديّة والحبّ والحوار والحرّيّة.
جميعنا مسؤولون للمحافظة على هذا اللّبنان وهويّته المقدّسة الّتي فيها القدّيسون.
نصلّي لأجل المجروحين ليعيشوا أكثر إنصافًا وعدالة، نصلّي لأبرشيّتنا كهنة وعائلات وشبّان وأطفال وللمرضى بالجسد والرّوح.
أطلب صلاتكم في هذا الحجّ المبارك، نصلّي لكنيستنا في لبنان ولأجل البطريرك ولأجل الوعي والتّحرّر من الـ"أنا" فنعي هويّتنا ككنيسة ولبنانيّين لنكون الـ"نحن" كجماعة وشعب متماسك".