متفرّقات
06 أيار 2021, 11:39

أوسيب لبنان يأسف لتراجع الحرّيّات الإعلاميّة "لا قيمة لأيّ إعلام خارج المصلحة العامّة"

تيلي لوميار/ نورسات
أعرب الاتّحاد العالميّ الكاثوليكيّ للصحافة في لبنان (اوسيب لبنان) عن قلقه حيال وضع الحرّيّات الإعلاميّة التي آل إليها وطننا الصغير لبنان، كما حيال رسالته الحضاريّة التي ميّزته دومًا في محيطه العربيّ وجعلته نوذجًا في التّعايش الحضاريّ وفي التّسامح. ففي مناسبة اليوم العالميّ لحرّيّة الصّحافة والمتزامن مع يوم شهداء الصّحافة أصدر الاتحاد بيانًا جاء فيه:
  1. يضمّ اوسيب لبنان صوته في هذه المناسبة إلى صوت جميع أهل الإعلام والثّقافة من أجل تجديد التّحيّة إلى قوافل شهداء الصّحافة الذين قدّموا دماءهم في سبيل حرّيّة الفكر والضّمير خلال القرنين الماضيين في ظلّ الحكم العثمانيّ، ومن بعده الانتدابيّ ومن ثمّ الاستقلاليّ، وصولًا إلى زمن الاحتلالات والأحداث الأخيرة المتواصلة التي أرهقت ولا تزال كاهل أبناء الوطن، مهدّدة إيّاه بالزوال، ما لم يعد حكّامه وأحزابه الممسكين بزمام السّلطة إلى رشدهم وتحكيم ضمائرهم بتغليب المصلحة الوطنيّة العليا والعامّة على مصالحهم الخاصّة.
  2. يأسف الاتحاد لتراجع حرّيّة الإعلام والتّعبير في لبنان كما تبيّن دراسات ميدانيّة، كما يأسف للإستدعاءات التي تحصل بحقّ إعلامييّن وناشطين على مواقع التّواصل. إنّ هذه الأمور تحرم لبنان من نشاط نقّاده ومفكّريه وشبابه إلى تراجع الممارسة الدّيمقراطيّة فيه.
  3. يعرب الاتحاد عن أسفه لحجب حرّيّة التّعبير أحيانًا كثيرة عن الحكماء والمفكّرين والمسالمين الذين يعملون على تعزيز روح الحوار والدّيمقراطيّة السّليمة والعيش معًا فوق كلّ الانغلاقات الطائفيّة، كما يعبّر عن أسفه لإعطاء مساحات واسعة من التّعبير إلى متطرّفين يستوحون أفكارهم وسياساتهم من منابع غريبة عن قيمنا ومجتمعنا ولم تعد صالحة لمثل هذا العصر. وهو يتمنّى إجماعًا من جانب الإعلام اللّبنانيّ على تشجيع قيم السّلم الأهليّ ونبذ العنف وتشكيل أرضيّة حوار يلتقي عليها اللّبنانيّون على مختلف تيّراتهم وانتماءاتهم وتؤكّد دومًا على "لبنان الرّسالة".
  4. إنّ التّحدّيّات التي أملتها جائحة كورونا على العالم كلّه أكّدت أكثر من أيّ مرّة أخرى في الزّمن المعاصر على الدّور الحاسم لوسائل الإعلام والاتّصال الحديثة وبخاصّة لجهّة ضرورة تقديم المعلومات الموثوقة والمتحقّق منها من أجل توفير العلاجات السّليمة، بقدر تأكيدها على أهمّيّة دور الإعلامييّن والمعلّمين في توفير المعلومات الصّحيحة، كما في التّصدّي للمغالطات والأخطاء الخطيرة. لذلك، كان من الضروريّ تشجيع وسائل الإعلام والاتّصال لجعلها وسائل ذات منفعة عامّة تسهم في عمليّة التّطوّر والتّرقّي الإنسانيّ بتعزيز ثقافة الموت الحضاريّ والإنسانيّ الحقيقيّ بدلًا من ثقافة التّعمية الإرهاب والتفرقة.
  5. يذكر الاتحاد أنّ لا قيمة لأي إعلام ما لم تكن أهدافه خدمة الوطن والشّعب، فالمصلحة العامّة تعلو على أيّ مصلحة خاصّة. لذلك، وجب العمل كيلا تكون وسائل الإعلام والاتّصال في خدمة السّوق  أو أفراد أو مصالح مادّيّة وسياسيّة أكثر من أن تكون في خدمة الإنسان،  وفي خدمة الوطن.
  6. في مناسة اليوم العالميّ لوسائل الإعلام الذي تحييه الكنيسة بعد أيّام لا يسعنا إلّا أن نذكّر بأهمّ ما ورد في رسالة الحبر الأعظم الخاصّة بالمناسبة حول دور وسائل الإعلام ورسالة الإعلامييّن: "علّمنا يا ربّ أن نخرج من أنفسنا وأن ننطلق في البحث عن الحقيقة، علّمنا أن نذهب ونرى، علّمنا أن نصغي، أن نأخذ الوقت الكافي لنفهم، وأن نميّز المظهر المخادع عن الحقيقة (...) وإذا لم ننفتح على اللّقاء فإنّنا نبقى مجرّد متفرّجين خارجييّن  على الرّغم من كلّ الابتكارات التّكنولوجيّة التي لديها القدرة على وضعنا أمام الواقع المعزّز الذي يبدو لنا أنّنا منغمسون فيه (...) إنّ وسائل الإعلام تكون مفيدة إذا عرفنا أن نستعملها في كشف الحقيقة وثمّ وضعها في خدمة الإنسان كلّ الإنسان".