الفاتيكان
03 حزيران 2018, 06:22

أوزا في اليوم العالميّ للوالدين: السّلام على كوكبنا يبدأ بالسّلام في البيوت

إحتفالاً باليوم العالميّ للوالدين في 1 حزيران/يونيو، والذي أعلنته منظّمة الأمم المتّحدة عام 2012 لتكريم الآباء والأمهات في جميع أنحاء العالم، نظّمت بعثة الكرسيّ الرّسوليّ لدى الأمم المتحدة، في نيويورك، مؤتمرًا بالتّعاون مع اتّحاد السّلام العالميّ، حول أهميّة تأثير الوالدين على الأطفال والمجتمع. وفي بداية كلمته إلى المشاركين في المؤتمر، رحّب مراقب الكرسيّ الرّسوليّ الدّائم لدى الأمم المتّحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا بالضّيوف، وذكّر بإعلان الاحتفال باليوم العالمي للوالدين، والذي أرادت من خلاله الأمم المتّحدة تكريم تكريس الآباء والأمّهات أنفسهم مدى الحياة لتربية الأطفال وحمايتهم ومساعدتهم على نضج كامل ككائنات بشريّة؛ فقال بحسب إذاعة الفاتيكان:

"إنّ مستقبل البشريّة يتوقّف على كيفيّة تأدية الأمهات والآباء مهمّتهم كمعلّمين في المدرسة البيتيّة التي يُكوّنون فيها أطفالهم على الكثير من القيم الأساسيّة، مثل التّكيف الاجتماعيّ، الثّقة، الاحترام المتبادَل والمسؤوليّة، التّربية، العمل باجتهاد، العاطفة، الشّفقة، المغفرة، التّضامن والنّمو الأخلاقيّ. الأبوّة والأمومة الجيّدة بالتّالي، هي من الأمور الأساسيّة لبلوغ أكبر الآمال التي يسعى المجتمع الدّوليّ إلى تحقيقها هنا في الأمم المتّحدة. وانّ السّلام الرّكيزة الأولى من بين الأربع الأساسيّة التي تأسّست عليها الأمم المتّحدة، كما أنّ للتّربية الجيّدة للأطفال من قِبل الآباء والأمّهات دورًا أساسيًّا، فيما يتعلّق بالرّكائز الثّلاث الأخرى، أيّ التّنمية والدّفاع عن حقوق الإنسان واحترام القوانين. ومن هنا، ضرورة إخراج الأشخاص من حالة الفقر، والعائلة حجر الأساس للتّربية والصّحة والتّغذية، مساواة ودعم المرأة وغيرها من أهداف التّنمية المستدامة. أمّا عن احترام حقوق الإنسان، فإنّه يقوم على أساس الكرامة البشريّة، وينطلق من تعلّم الأشخاص احترام أفراد العائلة ومعاملة الآخرين بأخوّة وتضامن. وفي البيت، يتعلّم الأطفال الالتزام، وذلك من التزام الأمّهات والآباء تجاههم والالتزام المتبادَل بين الوالدَين، هذا إلى جانب تعليم الوالدين أطفالهم القيام بالواجبات وقول الحق والالتزام بوعودهم.

وإنّ إسهام الوالدين في حاضر ومستقبل أبنائهم ومن أجل المجتمع لا يحظى بالاهتمام الكافي، ولا بما يستحق من تقدير. وإنّ فردانيّة مبالَغ فيها تقود إلى تقليص البعض لأهميّة الرّوابط العائليّة، وأيضًا عن إيديولوجيّات سياسيّة مركزها الدّولة جعلت أنصارها يخشون المؤسّسات الأخرى، وفي طليعتها أكثر المؤسّسات أساسيّة، أيّ العائلة. ولا بدّ أيضًا أن أتكلّم عن الجراح النّاتجة عن نهاية العائلات والعلاقات والتي يمكنها أن تدفع الأشخاص إلى اعتبار هذا الفشل القاعدة، وبالتّالي إلى تجاهل أهميّة العائلة ودورها.

لذا، إنّ الاحتفال باليوم العالميّ للوالدين، يهدُف إلى استعادة الرّوابط العائليّة، ومن الضّروري أن تتمّ الاستفادة من هذا اليوم لتسليط الضّوء على إسهام الآباء والأمّهات في خير الأطفال والمجتمع، والاعتراف بهذا الإسهام.وانّ العالم يصبح قويًّا بمقدار قوّة العائلات فيه، وأنّ قوّة العائلات تتوقّف على قوّة الوالدين، كما أنّ السّلام على كوكبنا يبدأ بالسّلام في البيوت. التّنمية المستدامة لمجتمعاتنا أيضًا، تعتمد على عمل الأمّهات والآباء وتعاونهم، لا فقط من أجل تربية أطفال، بل تكوين بالغين يتمتّعون بنموّ متكامل. أمّا عن احترام كرامة الإنسان وحقوقه، فإنّه يتطوّر بشكل أكثر سهولة في مدرسة الحبّ العائليّ. وانطلاقًا من كلّ ذلك، تتبيّن لنا الحاجة إلى إعداد ودعم وتشجيع الوالدين من أجل مواصلة دورهم الذي لا غِنى عنه."