دينيّة
23 آذار 2016, 09:39

أوجاع رفقا.. "مع آلام المسيح"

ميريام الزيناتي
شاءت الصّدفة أن تجمع ذكرى وفاة القديسة رفقا بأسبوع الآلام، هي التي تألّمت وتحمّلت جراحات كثيرة بصبر وصمت،"مع آلام المسيح".

بدأت آلام القديسة رفقا في عمر السّابعة عندما فقدت والدتها التي كانت الأحب الى قلبها، فعاشت يتيمة الأم بصبر وصلاة، كما احتملت بتواضع أزمة والدها المالية، فعملت كخادمة في منزل بدمشق، لأربع سنوات.

رفقا ترهّبت في دير مار سمعان القرن – أيطو، هي التي أحبّت المسيح بكل جوارحها، دخلت في الأحد الأول من تشرين الأول عام 1885 الى كنيسة الدير، وراحت تصلّي، طالبة من الرّب يسوع أن يُشرِكَها في آلامه الخلاصيّة، فاستجاب الله سؤلها في الحال، وبدأت مسيرة أوجاعها.

عانت القديسة أوجاعاً مؤلمة في الرأس امتدّت إلى عينَيها، وبعد ان باءت جميع محاولات مُعالجتها بالفشل، أرسلت الى بيروت حيث عُرِضَت على طبيب أميركيّ أمر بإجراء عمليّة سريعة لعينها اليمنى، فاقتلعها خطأً مع العلم أن رفقا لم تخضع لأي بنج لتخفيف اوجاع الجراحة. وبالرّغم من ذلك الخطأ الطبيّ المؤلم، ابتسمت القديسة قائلة: "مع آلام المسيح، الله يآجرك".  

وجعها الذي انتقل الى العين اليسرى، رافقها أكثر من اثنتي عشرة سنة وهي صابرة، صامتة، مصلّية، فرِحة ومردّدة: "مع آلام المسيح".

ولم تقتصر آلامها على وجع العينين، فقد عاشت المرحلة الأخيرة من حياتها مكفوفة ومخلّعة، تعاني أوجاع مؤلمة في الجنب وضعف في الجسد كلّه، وبقيت مبتسمة ومردّدة: "مع آلام المسيح".

رفقا رَقَدَت برائحة القداسة في 23 آذار 1914، في دير مار يوسف-جربتا، هي التي حملت الصّليب بصمت، امتزجت آلامها بآلام المسيح التي نستذكرها في أسبوع الآلام، فعلى مثال رفقا لنحاول أن نحتمل جراحنا ونحمل صليبنا ونرافق المسيح في طريق الجلجلة بصبر وصمت وابتسامة وطاعة تمثّلاً بآلامه فنردد، على مثاله، "لتكن مشيئتك"...